السبت، 30 نوفمبر 2013

أهل الحل والعقد في نظام الحكم الإسلامي

أهل الحل والعقد في نظام الحكم الإسلامي

بحث مقارن



نبذة الناشر:
إن نظام الحكم الإسلامي من أهم ما ينبغي أن تنصرف أذهان الباحثين إلى دراسته، سعياً لبناء مؤسسات الحكم على أساس شرعي، لأن المصالح والمفاسد الناتجة عن تطبيقه تعم الأمة بأسرها. فهذا الكتاب يتحدث عن واسطة العِقد في هرم نظام الحكم الإسلامي، المكون من رئيس الدولة الذي يحتل قمته، والعامة التي هي قاعدته، وأهل الحل والعقد الذين يمثلون العامة. وتتجلى أهمية البحث فيما يلي: ـ إزالة الاضطراب الذي وقع بين العلماء في تعريفاتهم لأهل الحل والعقد. ـ إبراز الوظائف السياسية المهمة المنوطة بأهل الحل والعقد. ـ تقديم البديل الإسلامي في مسألة تمثيل العامة في اتخاذ القرار في الدولة. ـ اقتراح الحلول الإسلامية لمعالجة كثير من سلبيات النظم الوضعية. أما المنهج الذي اتبعه المؤلف فهو المنهج الاستقرائي التحليلي، ويعتمد هذا المنهج على الاجتهاد في أحكام الحوادث المستجدة، عن طريق استقراء النصوص، والنظر في تاريخ الدولة الإسلامية، خاصة تاريخ الخلفاء الراشدين، للتوصل إلى الحكم الشرعي، الذي يحقق غاية التشريع الإسلامي في جلب المصلحة ودرء المفسدة. وقد تضمن البحث تمهيدا، وأربعة فصول وخاتمة. ففي الفصل الأول: تحدث عن مفهوم أهل الحل والعقد في نظام الحكم الإسلامي. وفي الفصل الثاني: تحدث عن مشروعية وجود أهل الحل والعقد. وفي الفصل الثالث: تحدث عن نظام أهل الحل والعقد، وذكر الشروط الواجب توافرها فيهم، واختيار أهل الحل والعقد. الفصل الرابع: مسؤولية أهل الحل والعقد، السياسية، والتشريعية، والرقابية. ثم ختم الكتاب بالخاتمة، وأهم النتائج التي توصل إليها.



الأربعاء، 27 نوفمبر 2013

الجريمة المقدسة من أيديولوجيا الكتاب العبري إلى المشروع الصهيوني

الجريمة المقدسة 

من أيديولوجيا الكتاب العبري إلى المشروع الصهيوني



 أصدر "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" كتاباً  للكاتب الفلسطيني عصام سخنيني عنوانه "الجريمة المقدسة: الإبادة الجماعية من أيديولوجيا الكتاب العبري إلى المشروع الصهيوني" (192 صفحة من القطع الكبير). يعالج هذا الكتاب المزاعم التي اكتنفت تاريخ اليهود عن القتل الجماعي والاضطهاد اللذين تعرض لهما اليهود طوال تاريخهم. ويعتقد المؤلف أن بعض هذه المزاعم ينتمي إلى عالم الحكايات الخرافية التي لم تثبت صحتها تاريخياً، وبعضها الآخر خضع للمبالغة والتهويل. ومع ذلك تطلق عبارة "إبادة الجنس" على ما تعرض له اليهود على أيدي النازيين. أما القتل والاضطهاد اللذين تعرض لهما الفلسطينيون منذ أكثر من ستين سنة فلا يشار إليهما إلا لماما. وهذا الكتاب عبارة عن دراسة جادة لوضع الجرائم التي لحقت بالفلسطينيين في سياق منظومة صهيونية شاملة تهدف إلى تنفيذ "الإبادة الجماعية" (Genocide) بحق الشعب الفلسطيني، وتتضمن هذه المنظومة جرائم القتل الجماعي والترحيل السكاني والتطهير العرقي وإبادة المكان وتغيير الأسماء التاريخية وطمس الجغرافيا وتدمير البنى الاجتماعية للشعب الفلسطيني، وهذا هو جوهر الصهيونية التي تجسدها إسرائيل سياسياً


الثلاثاء، 26 نوفمبر 2013

العرب وإيران


العرب وإيران: مراجعة في التاريخ والسياسة

 


صدر عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" كتاب بعنوان "العرب وإيران: مراجعة في التاريخ والسياسة". ويكتسب هذا الكتاب أهمية خاصة؛ فهو من المؤلفات القليلة التي تعالج هذا الموضوع بشمولية ونقدية منذ أن اقتحمت إيران الحياة السياسية العربية بعد انتصار الثورة الإيرانية في سنة 1979، وخصوصًا منذ سقوط بغداد في 9/4/2003 حيث ازداد حضورها في السياسات العربية. وكانت العلاقات العربيَّة - الإيرانيَّة، وما زالت، شائكة جدًا ومتسربلة بالريبة، وتتداخل فيها سطوة التاريخ بالعقائد وبالمصالح المتنافرة. وهذا الكتاب يحاول أن يدرس هذه العلاقات في سياق تاريخي وسياسي معًا، ويتضمن وجهات نظر متعددة، وآراءً مختلفة.
ساهم في الكتاب الذي حرره كل من الدكتور عزمي بشارة والدكتور محجوب الزويري، باحثون وخبراء عرب من مشارب فكريَّة وسياسيَّة متعددة، ومن مشرق العالم العربي ومغربه، وهو يتضمن أحد عشر فصلاً هي على التوالي: إيران والعرب: ملاحظات عامة (عزمي بشارة)؛ العرب وإيران بين الذاكرة والتاريخ (وجيه كوثراني)؛ إيران والعرب في ظلال الدين والسياسة (محجوب الزويري)؛ الأوهام والحقائق في العلاقات العربية - الإيرانية (محمد حامد الأحمري)؛ العرب وإيران: مصالح مشتركة وعلاقات غير مستقرة (طلال عتريسي)؛ إيران والمقاومة: تحولات السياسة والمجتمع (فاطمة الصمادي)؛ النفوذ الإيراني في العراق: التحديات والأبعاد (عبد الوهاب القصاب)؛ العلاقات العربيَّة - الإيرانية: السوريَّة نموذجًا (موسى الغريري)؛ المغرب العربي وإيران (الحسين الزاوي)؛ العلاقة المغربيَّة - الإيرانيَّة: عوامل التقارب وآفاق المستقبل (عبد العلي حامي الدين)؛ العلاقات المغاربيَّة - الإيرانيَّة (الطاهر عمارة الأدغم). ويشكل مجموع هذه الفصول كتابًا متكاملاً لا غنى عنه في أي بحث عن العرب وإيران، ومرجعًا مهمًّا في فهم تشابكات العلاقات العربيَّة - الإيرانيَّة. والجدير ذكره أن فصول هذا الكتاب كُتبت قُبيل اندلاع الثورات العربية الأخيرة.

الإسلام والحداثة من خلال كتابات المفكر فضل الرحمن

 الإسلام والحداثة من خلال كتابات المفكر

الإسلامي الحداثي

فضل الرحمن



نبذة الناشر:
يركز الدكتور دونالد بيري خلال كتابه المكون من أربعة فصول على نقطتين اثنتين: معالجة إشكاليات الحداثة وبحث سبل لاستيعاب التراث الديني لها في سياق نزعة دينية تقليدية بين الأديان كافة تواجه الحداثة كإحدى التحديات، وإبراز طريقة للتعامل مع الحداثة من خلال عرض حياة وفكر أحد أهم الباحثين الإسلاميين في القرن العشرين المفكر محمد فضل الرحمن.
وأبرز المؤلف مساهمة فضل الرحمن في كشف معضلات الحداثة كمشكلة كونية. وتطرق لدعوة فضل الرحمن لإعادة إكتشاف القرآن وإعادة بناء الإسلام من خلال مسيرته في عدة مجالات، ونقاشا لردود أحد خصوم فضل الرحمن وهو أبو الأعلى المودودي بوصفهما يمثلان النقاش الدائر في البلدان الإسلامية حول التعامل مع الحداثة.


الإسلاميون ونظام الحكم الديمقراطي - تجارب واتجاهات

 الإسلاميون ونظام الحكم الديمقراطي

تجارب واتجاهات





 "الإسلاميون ونظام الحكم الديمقراطي: اتجاهات وتجارب". هذا الموضوع جديد، إلى حدّ ما، في الفكر السياسي العربي المعاصر على الرغم من كثرة الحديث عنه في الصحافة ووسائل الإعلام والمنتديات السياسية والندوات الفكرية. غير أن معظم الكتابات التي تصدّت لهذا الموضوع بقيت في الإطار النظري حتى بعد وصول الإسلاميين إلى السلطة في بعض البلدان العربية. وهذا الكتاب يعكس، ببحوثه المتنوعة والخلافية، الحيوية الفكرية التي أطلقها تسلم الإسلاميين الحكم، وهو يتناول الاتجاهات الفكرية التي تحدّد المسارات السياسية لهذه الجماعة أو تلك، وكذلك التجارب العيانية في تونس ومصر والعراق والسودان، علاوة على حزب الله في لبنان.
شارك في كتابة بحوث هذا الكتاب كل من كمال عبد اللطيف عن "فكر النهضة والثورات العربية"، وامحمد جبرون عن "حزب العدالة والتنمية في المغرب"، ومروة فكري عن "نتائج الانتخابات المصرية بعد ثورة 25 يناير"، وخليل العناني عن "تفاعلات الدين والأيديولوجيا والتيارات السلفية في مصر"، ومعتز الخطيب عن "الوسطية الإسلامية"، ورشيد مقتدر عن "القوى الإسلامية وتحالفاتها قبل الربيع العربي وبعده"، وفرح كوثراني عن "نقد ولاية الفقيه لدى محمد مهدي شمس الدين". وتناول عبد الوهاب الأفندي وشمس الدين ضو البيت ومحمد السيد سليم وأنور الجمعاوي وحمادي ذويب ورشيد خيون تجارب الحكم في السودان ومصر وتونس ولبنان والعراق على التوالي، فضلاً عن طلال عتريسي وسعود المولى اللذين قدما قراءة سياسية وتاريخية واجتماعية لتجربة حزب الله في السياسة اللبنانية.



تأريخ التأريخ

تأريخ التأريخ

اتجاهات - مدارس - مناهج



صدرعن المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السّياسات كتاب للدّكتور وجيه كوثراني عنوانه: "تاريخ التأريخ: اتّجاهات، مدارس، مناهج". ويبحث هذا الكتاب في فكرة المعرفة التاريخيّة في ضوء طرائق التّفكير العلميّ، وفي إشكاليّة وصف التّاريخ بـِ "العلم". والكتاب رصدٌ تأريخيّ لفكرة التّاريخ والكتابة التاريخيّة عند العرب، وكيف تطوّرت منذ طريقة الإسناد في رواية الحديث ونقل الخبر في السِّير والتّراجم والمغازي إلى اعتماد مناهج البحث الأكاديميّة الحديثة. وكانت نواة هذا الكتاب صدرت، أوّل مرّة، في سنة 2001 في صورة كتيّب بعنوان "التّأريخ ومدارسه في الغرب وعند العرب"، غير أنّ هذا الكتاب يُعدّ جديدًا تمامًا، ومتكاملًا، فهو يجول في المدارس التاريخيّة الغربيّة كالمدرسة الوثائقيّة والمنهجيّة التي انبثقت من المدرسة الوضعانيّة، والمدرسة الماركسيّة، ومدرسة الحوليّات الفرنسيّة. وفوق ذلك فالكاتب يناقش، من خلال قراءات ومراجعات نقديّة، منهجيّة ومفهوميّة، مؤرّخين عربًا وباحثين معروفين في ميدان تاريخ الأفكار والفلسفة السياسيّة والاجتماع السياسيّ أمثال قسطنطين زريق وعبد العزيز الدوري ونقولا زيادة وزين نور الدّين زين وطريف الخالدي ورضوان السيّد ومحمد عابد الجابري وناصيف نصار.

احتوى الكتاب مدخلًا منهجيًّا وثلاثة أقسام وخاتمة، فضلًا عن قائمة المراجع والفهرس، وجاء في 448 صفحة. أمّا المدخل فقد تضمّن بحوثًا في أصل مفردة التّاريخ، وفي تطوّر معناها الاصطلاحيّ في الثّقافتين اللاتينيّة والعربيّة، ومقارنة وافية بين مصطلح "أسطوريا" اليونانيّ ومفردة "أسطورة" العربيّة. ثمّ يناقش المؤلّف، من بين الموضوعات المختلفة، الأفكار التي عرضها المؤرّخ اللبنانيّ أسد رستم في شأن قواعد الجرح والتّعديل، وكذلك تحفّظ ابن رشد عن طريقة الجرح والتّعديل، ويعقد مقارنة بين الاثنين، ليخلص إلى نتائجَ واضحة عن عمليّة التّاريخ، ومدى استقلاليّته، وعلاقته بالعلوم الاجتماعيّة والإنسانيّة.


الاثنين، 25 نوفمبر 2013

الفطرية: بعثة التجديد المقبلة من الحركة الإسلامية إلى دعوة الإسلام



كتاب الفطرية 
من الحركة الإسلامية إلى دعوة الإسلام

للشيخ فريد الأنصاري رحمه الله

يثبت أن طبيعة التدافع الحضاري بين الأمة الإسلامية وغيرها من الأمم قد دخلت مرحلة جديدة مختلفة كميًّا ونوعيًّا؛ حيث صار الرهان الغربي اليوم قائمًا على تدمير الفطرة الإنسانية في الأمة بما يجعلها قابلة للابتلاع العولمي الجديد!.. فلا بد للعمل الإسلامي المعاصر من تجديد نفسه أولًا بالرجوع إلى فطرته هو في الدين والدعوة، حتى يمكن الاستجابة لهذا التحدي الحضاري الجديد؛ لأن الفطرة المسلوبة أو المخروقة لن تعالج ولن تسترجع إلا بمنهاج فطري.
فجاء هذا الكتاب في تقرير «الفِطْريَّةِ» بما هي منهاج في العمل الدعوي، قائم أساسًا على أصول الفطرة، كما هي معروضة في القرآن الكريم والسنة النبوية، وبما هي محاولة لاستعادة دور الوحي التربوي والاجتماعي في النفس وفي المجتمع، الوحي الذي قام منهاجه الشمولي على هدف أساس، ألا وهو: تخريج نموذج «عبد الله»! الذي هو مناط كل شيء في الدين والدعوة! على ما يقتضيه «مقام العبدية» الخالصة لله، من توحيد لرب العالمين في الاعتقاد والثقافة والاجتماع والسياسة والاقتصاد، وفي سائر مجالات العمران البشري


Goodreads

رابط تحميل 

رابط تحميل جودة أعلى

رابط آخر

مسالة تجنيس المسلمين بالجنسية الفرنسية

الحملة الصليبية على الإسلام 

في شمال أفريقيا

 مسألة تجنيس المسلمين بالجنسية الفرنسية


 رسالة قديمة قيمة طبعت أثناء الاحتلال الفرنسي لشمال أفريقيا نشرتها المطبعة السلفية بإشراف محب الدين الخطيب رحمه الله
مقدمة الناشر:  1352 هجرية
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم، وبعد:
فإن الحملة الصليبية التاسعة التي أعلنها الكاثوليك الفرنسيون - من رهبان وساسة - في المملكة التونسية أثناء عيد الأضحى من عام 1348 ونشرنا فيها كتاباً بعنوان (ظاهرة مريبة) ما زالت بعد ذلك تمعن في الشر وتوغل في العدوان، حتى إذا وافى عيد الأضحى من سنة 1351 صار لهذه الحملة بنادق ورشاشات، ومدافع ودبابات، فأثيرت حفائظ الشعب الإسلامي المسالم، وأرغم على الغضب إرغاما. لأن الذين ارتدوا عن دين الإسلام من التونسيين بتحريض رجال الحملة وأذنابهم أرادت السياسة الصليبية أن تغير حكم الإسلام فيهم، إغراءً لضعاف القلوب والإيمان من المسلمين، حتى يقتدوا بهم ويرتدوا مثلهم عن دينهم، فأوعزت إلى من يؤثر العاجلة على الآجلة من علماء السوء ووزراء السوء أن يصنعوا في ذلك فتوى يقوّلون فيها الإسلام ما لم يقل، ويحوّلون بها حكمه إلى عكس ما أراد الله منه، فتجددت بذلك معركة من معارك هذه الحملة الصليبية. وكان مكتب الأخبار التونسية يراقب وقائع هذه الكارثة بيقظة وانتباه فدوّنها في هذه الرسالة إيقاظا وإنذاراً لشباب العرب والإسلام في جميع أقطار الأرض، وتخليداً للحقيقة في صفحات التاريخ حتى تعرفها الأجيال الآتية من أبناء الشرق وأبناء الغرب كما وقعت.

إن العالم الإسلامي كله جسم واحد، والوطن الإسلامي مهما اختلفت بقاعه فهو وطن للمسلمين جميعاًº فيجب على كل مسلم أن يكون واقفاً على ما يقع في أي بقعة من بقاع وطنه الأكبر، ليكون قلبه على اتصال بإخوانه المسلمين فيشاركهم في آمالهم وآلامهم، ويبقى المسلم ضعيفاً في رابطته الإسلامية حتى يستكمل العمل الصحيح بسراء المسلمين وضرائهم، ولذلك نحن نعنى بإصدار مثل هذه الرسالة بين حين وآخر. 

العقد السياسي - الاسلاميون والدولة والمسألة الديمقراطية

العقد السياسي 

الاسلاميون والدولة والمسألة الديمقراطية





في العام 1996 دعا «مشروع دراسات الديمقراطية في البلدان العربية» إلى عقد ندوة في كلية سانت كاترننز في جامعة أكسفورد البريطانية لمناقشة موضوع «الحركات الإسلامية والديمقراطية: المواقف والمخاوف المتبادلة». انعقدت الندوة في 31 أغسطس/ آب 1996 بحضور 53 باحثاً عربياً من فلسطين والجزائر ولبنان والأردن ومصر والعراق وتونس والبحرين واليمن وقطر والسودان والسعودية، وتركز النقاش في ورقتين: الأولى تناولت مواقف الحركات الإسلامية من الديمقراطية. والثانية تناولت مواقف الديمقراطية من الحركات الإسلامية. كان الهدف من الندوة البحث في أسباب ضعف الديمقراطية في البلاد العربية ومخاوف الدول منها ولماذا تتردد الحركات الإسلامية في التعامل مع الفكرة؟ وأدى الموضوع إلى تشعيب النقاش وتفرع البحث واتسع نطاقه ليشمل التاريخ والجغرافيا وسياسة الغرب (أوروبا والولايات المتحدة) وتردد الأنظمة في تبني المشروع الديمقراطي خوفاً من حصول الحركات الإسلامية على غالبية المقاعد البرلمانية وبالتالي وصولها إلى الحكم. الكتاب مجموعة مقالات نشرت تباعاً في صحيفة «الوسط» البحرينية



السبت، 23 نوفمبر 2013

الثورة التونسية المجيدة

الثورة التونسية المجيدة



مركز الدوحة : صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات  للدكتور عزمي بشارة عنوانه "الثورة التونسية المجيدة". وفي هذا الكتاب يتعقّب المؤلف الأسبابَ الجوهريّةَ التي أدت إلى الثورة التونسيّة، ويعقد مقارناتٍ علميّةً بين بعض المظاهر الاجتماعيّة والاقتصاديّة التي سادت في تونس قبل الثورة، وبين مثيلاتها من المظاهر في دول عربيّة أخرى مرشحة للثورة؛ ومنها فشل التنمية، وتزايد البطالة، وتوريث الحكم وشرعيّته وتسلّطه،  والتدين والعلمانيّة... وغيرها. والكتاب هو محاولة تحليليّة لفهم بنية الثورة التونسيّة، وصيرورتها من خلال يومياتها. وفي سياق هذه المحاولة يقدِّم المؤلف قراءةً نقديّةً معمّقةً لأشكال التسلط التي شهدتها بعض البلدان العربيّة؛ ولا سيّما في طور اندماج فئة رجال الأعمال بمنظومة الجهاز الاستبدادي، وظهور جيل جديد من أبناء المسؤولين العسكريين والأمنيين الذين اتجهوا نحو الاستثمارات، ولجأوا إلى طريقة عيش مُترفة، وإلى الاستهلاك المبتَذَل كسلوك استعراضي. وكان ذلك كله محاولة لتغطية روائح الجرائم المرتكَبَة في أقبية التحقيق والتعذيب بعطور مزيّفة قوامها جيش من المثقفين والكتاب والفنانين وروّاد الصالونات الثقافيّة المكرّسة لهذه الغاية.
يعود الكاتب في هذا الكتاب (496 صفحة بما فيها الوثائق والفهرس) إلى ما قبل الثورة التونسيّة، ويرصد تاريخ الانتفاضات، ويشرح خريطة الأحزاب في تونس عشيّة نشوب الثورة. ثم يعرض تفاصيل الوقائع في يوميّات الانتفاضة، وكيف تطورت الأحداث تدريجيًّا حتى لم يبقَ أمام زين العابدين بن علي غير الهرب. أما الدرس التاريخي الذي يستخلصه الكاتب في خضم الثورات العربيّة المندلعة اليوم؛ فيقدمه في صيغة اقتراح للمجتمعات متعددة الهويّات، والتي تتضامن بعض هويّاتها مع النظام القائم (مثل حالة سوريّة والعراق)؛  فيقترح أن يتم الإصلاح بالتدريج، وأن يجري انتقال السلطة سلميًّا، والأفضل أن يكون الانتقال بمشاركة النظام القائم خوفًا من أن يشُق أي تحرك ثوري المجتمع شاقوليًّا. لكنّ الكاتب يتساءل: ما العمل إذا ما رفض النظام نفسُهُ الإصلاح، وأصرَّ على تأجيج سياسة الهويّات كوسيلة لتعبئة أنصاره، هل يمكن لتغيير النظام بالقوة في بعض الحالات أن يتحول إلى تفكيك الكيان السياسي؟
يحيل الكاتب -في سياق الإجابة عن هذا التساؤل- الأمر إلى الديمقراطيين العرب، ويعرض عليهم خيار السعي إلى الديمقراطيّة على أساس المواطنة المتساوية، وتجنُّب صراع الهويات؛ ذاك الذي يؤدي بالضرورة إلى التحول نحو الصراع ضد جماعات متماهية مع النظام. ويرى أن الثورة الديمقراطيّة تعني، أولًا وأخيرًا، ممارسة الشعب لسيادته باعتباره شعبًا موحَّدًا، وأي ثورة تجزّئ الشعب إلى هويّات جزئيّة ليست ثورة ديمقراطيّة.





ثورة تونس: الأسباب والسياقات والتحديات

ثورة تونس: الأسباب والسياقات والتحديات

 


يتألف هذا الكتاب من مجموعة أوراق قُدّمت في مؤتمرٍ علمي عقده المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في 18 – 21 نيسان / أبريل 2011 تحت عنوان "الثورة والإصلاح والتحول الديمقراطي في الوطن العربي من خلال الثورة التونسية". وقد تميّز هذا المؤتمر بالأوراق العلمية الرصينة التي أعدّها باحثون عرب جاء أغلبهم من تونس، وكذلك بمشاركة شبان مثقفين كانوا ناشطين في الثورتين المصرية والتونسية أيضًا، قدّموا شهاداتٍ حيّة عن تجاربهم في كلتا الثورتين.

تعالج الأوراق شتّى أوجه الحراك التونسي، وتتناول منظومة التسلط في النظام السياسي قبل الثورة، موصولة بقراءات للخلفيات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ومتناولة الأحزاب والمنظمات الوطنية، مرورًا بدور كلٍّ من الإعلام والجيش، ووصولًا إلى تحدّيات الانتقال الديمقراطي والتفاعلات العربية للثورة.

يضم مجموعة من الدّراسات كتبها باحثون متخصصون في ميادين معرفية ذات صلة بالمجتمع التّونسيّ. وقد احتوى الكتاب الموضوعات والبحوث التالية: منظومة التّسلط في النّظام السياسيّ التّونسيّ قبل ثورة 14 كانون الثاني (لطفي طرشونة)؛ الخلفية الاقتصاديّة والاجتماعيّة للثّورة (عائشة التّايب)؛ قراءة في الخلفيات الاقتصاديّة والاجتماعيّة (وليد حدوق)؛ الطّابع المدنيّ والعمق الشّعبيّ للثّورة (المولدي الأحمر)؛ الأهمية الاجتماعيّة والسياسيّة للطّبقة الوسطى (حسين الدّيماسي)؛ قراءة أولية في الخلفيات الاجتماعيّة والثقافيّة (مهدي مبروك)؛ الأحزاب والمنظمات ودورها في الثّورة (عبد اللطيف الحناشي)، المشهد الحزبيّ بعد الثّورة (صلاح الدّين الجورشي)؛ الاتحاد العام التّونسيّ للشغل (عدنان المنصر)؛ الإعلام والثّورة (عز الدين عبد المولى)؛ دور الجيش في الثّورة (نور الدين جبنون)؛ الحدث التّونسيّ وأسئلة الإصلاح العربيّ (كمال عبد اللطيف)؛ الأسس الدستوريّة للجمهوريّة الثّانية (امحمد مالكي)؛ في تفسير العجز الدّيمقراطي العربيّ (سمير المقدسي)؛ الانتقال الدّيمقراطي في التفكير العربيّ المعاصر (سهيل الحبيب).

اللافت أن هذه الدراسات، لتنوعها وتعدد أبعادها واختلاف كتَّابها، أضفت على هذا الكتاب شموليّة وعمقاً وغنًى، وحاولت دراسة هذا الحدث التّاريخيّ من جوانبه المختلفة، ليس لأن الثّورة التونسيّة أولى الثّورات العربيّة فحسب، بل لأنها -على الأرجح- النّموذج الّذي سينتقل إلى العالم العربيّ كله في ما لو قيّض له الثّبات والاستمرار والنّجاح




الثلاثاء، 19 نوفمبر 2013

المجتمع المدني دراسة نقدية

المجتمع المدني دراسة نقدية






من موقع المركز العربي للدراسات
هذا الكتاب إنجاز نظري ونقدي في شأن تطوّر المفهوم (أي في تعريفه التاريخي) عبر مراجعة تاريخ الفكر السياسي الغربي، وهو يبحث في وظائف المجتمع المدني المؤدّية إلى الديمقراطية، بعد أن غاب المفهوم وعاد إلى الظهور من جديد بمعنًى مختلفٍ ومتطابق مع ما هو ليس سياسيًّا. غير أنّ "السياسي" عاد بقوّة إلى الحراك الاجتماعي وعبر الثورات العربية التي تداعت أحداثها بسرعة من تونس إلى مصر إلى اليمن وليبيا وسورية، فأين يقع المجتمع المدني في هذا الحراك؟

تشهد المجتمعات العربية عملية إعادة تشكّل، وتعمل فيها الهوية العربية كخلفية ثقافية وجدانية مشتركة. ولكن الفاعل على الأرض هو جموع المواطنين الواعين بحقوقهم كمواطنين والمدركين أنّ عليهم واجبًا سياسيًّا يتمثل في مشاركتهم الفاعلة في الحيّز العام. إنّ ما يجري تشييده عبر هذه الصيرورة الثورية هو مجتمع مدني وأمّة مواطنية في الوقت ذاته.

على الرّغم من صدور خمس طبعات متتالية (ثلاث في بيروت واثنتان في فلسطين)، فإنّ هذا الكتاب في طبعته السّادسة الصّادرة حديثًا عن المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السّياسات، لا يزال يحتفظ بأهميّته النظريّة ككتاب مرجعيّ. وتكمن أهميّة هذا الكتاب اليوم في أنّه يصدر في خضمّ الثّورات العربيّة الرّاهنة التي أعادت الاعتبار إلى مفهوم المجتمع المدنيّ وفاعليّته ودوره.

أعدّ المؤلّف مقدّمة وافية وخاصّة لهذه الطّبعة (400 صفحة)، سرد فيها تاريخ ظهور فكرة المجتمع المدنيّ في العالم العربيّ، فرأى أنّ ظهورها في تسعينيّات القرن العشرين وانتشارها بقوّة آنذاك كان نوعًا من التّعويض عن نكوص سياسيّ أصاب المثقّف العربيّ، وأدّى إلى استقالته من السّياسة جرّاء انحسار الأفكار اليساريّة والقوميّة، لهذا جاء معظم مَن تبنّى هذا المفهوم من اليسار والحركات القوميّة. ورأى أنّ ذلك ترَافق مع انهيار الاتّحاد السوفياتيّ ومع الأزمة التي عصفت بالعالم العربيّ غداة احتلال الكويت في سنة1990، ثمّ توقيع اتّفاق أوسلو في سنة 1993. وفي خضمّ هذه الأحداث التي جعلت كثيرًا من المثقّفين ينسحبون من السّياسة، حاول بعض اليساريّين السّابقين اختزال المجتمع المدنيّ في ما يسمَّى "المنظّمات غير الحكوميّة". لكن، ها هو المثقّف اليوم يعود إلى ممارسة السّياسة مع اندلاع الثّورات العربيّة في تونس ومصر وليبيا واليمن وسورية، وينخرط في الحراك الثوريّ بأفكاره ومواقفه وبجسده أيضًا. وخلص الدّكتور عزمي بشارة إلى الاستنتاج أنّ المجتمع المدنيّ من دون سياسة، وخارج سياق النّضال في سبيل الديمقراطيّة، هو إجهاض للمعنى التاريخيّ للمجتمع المدنيّ.

في جانبٍ آخر، لاحظ عزمي بشارة في هذا الكتاب، الفارق بين الأمّة والقوميّة، ورسم تخومًا منهجيّة ومعرفيّة بينهما. وفي هذا الحقل من المعرفة شدَّد على الأمّة المواطنيّة بوصفها أمّة نحو الخارج، ومجتمعًا مدنيًّا نحو الدّاخل. أمّا المواطنة فهي عابرة للهويّات الثقافيّة والأثنيّة والطائفيّة والقبليّة، بينما القوميّة تتأسّس على اللّغة. وعلى هذين الأساسين يمكن بناء المجتمع المدنيّ وتشييد عماده في العالم العربيّ.

في المجال العيانيّ يخشى عزمي بشارة من تحوّل الصّراع ضدّ النّظم السياسيّة في المشرق العربيّ إلى صراعٍ على الهويّات، وهذا الأمر من شأنه أن يفتِّت "المشترك القوميّ"، ويمنع تشكّل أمّة مواطنيّة. ولاحظ، على سبيل المثال، أنّ المجتمع المدنيّ في اليمن يشقّ طريقه بأمل، لكن بصعوبةٍ بالغة، عبر التّمايز عن الدّولة والقبيلة والعسكر معًا. أمّا في ليبيا فيبدو أنّ المواطنة تخوض صراعًا على جبهتين: ضدّ التدخّل الخارجيّ الذي يمتهن السّياسة الوطنيّة، وضدّ إحياء القبيلة والجهويّة. وانتقد بشارة كيل المديح، بلا حساب، للشبّان العرب؛ هذا المديح الذي يشبه مدائح المثقّفين العرب للمجتمع المدنيّ حين اكتشفوه أوّل مرّة. ورأى أنّ هذا المديح يضلّل الشبّان العرب، ويضفي عليهم صفة "الفئة السياسيّة" أو "التيّار السياسيّ المتجانس"، وهذا مخالفٌ للواقع تمامًا



الاثنين، 18 نوفمبر 2013

الاستضعاف وأحكامه في الفقه الإسلامي

الاستضعاف وأحكامه في الفقه الإسلامي


من موقع الدرر السنية : تعيش الأمة الإسلامية مرحلة استضعاف, حيث استقوي عليها أعداؤها, وتكالب عليها خصومها, وإننا في هذه الحقبة من حقب التاريخ, بحاجة إلى معرفة أحكام الاستضعاف وما يتعلق به, إذ إن لمرحلة الاستضعاف أحكامًا واردة في كتب الفقه الإسلامي حري بكل مسلم أن يطلع عليها, وكتاب هذا الأسبوع يسلط الضوء على الأحكام المتعلقة بهذا الموضوع, فهو يهدف إلى حصر حالات الاستضعاف ومظاهرها, ودراسة مسائلها دراسة فقهية مفردة, مع بيان أحكامها سواء ما يتعلق بالأفراد والجماعات والدول.

تألف الكتاب من ثلاثة أبواب: أما أولها فتناول مفهوم الاستضعاف, وأنواعه, ومظاهره, وذلك في فصلين اثنين:
الفصل الأول: تم التعريف فيه بالاستضعاف لغة, وبين معناه اصطلاحاً فقال المؤلف في تعريفه أنه: (الحالة التي يكون فيها الفرد المسلم أو الجماعة المسلمة ضعفاء, بحيث لا يقدرون على إظهار الإسلام وشعائره أو تطبيقها كلها أو بعضها بسبب عدو أو سلطان جائر), كما استعرض مفهومه في القرآن الكريم, والسنة النبوية, وذلك بسرد عددًا من الآيات والأحاديث التي تتناوله, مع التعليق عليها من كلام أهل العلم.

وتناول المؤلف أيضاً في مباحث هذا الباب بيان الألفاظ ذات الصلة بموضوع الاستضعاف كالإكراه, والاضطرار, والفرق بين الضرورة والحاجة, والاضطهاد, وعقد مقارنة بين الاستضعاف وبين هذه الألفاظ.

أما الفصل الثاني فبدأه بذكر أنواع الاستضعاف, وأوضح أنه ينقسم أقسامًا بحسب اعتبارات ثلاث: فباعتبار درجته ينقسم إلى نوعين هما: الاستضعاف الجزئي: وهو الذي لا يمكن معه تطبيق بعض الأحكام الشرعية. وقد يكون لدى المستضعفين قوة إلا أنها غير كافية.
والاستضعاف الكلي: وهو الذي لا يمكن معه إظهار الإسلام وشعائره وتطبيقها, إما كلها, أو معظمها, وضرب لكلٍّ أمثلة.
أما باعتبار من يقع عليه الاستضعاف فذكر أنه نوعان أيضاً وهما: استضعاف الفرد: وهو الذي يقع على فرد من الأفراد, واستضعاف الجماعة والدولة: وهو الذي يقع على طائفة من المسلمين أو جماعة منهم, سواء أكان لتلك الجماعة دولة, أو كانوا أقلية.
كما أورد تقسيماً آخر, وهو تقسيم الاستضعاف باعتبار الاعتذار به, وذكر له نوعين: مقبول شرعاً, وغير مقبول شرعاً.

ومن الأمور التي تطرق لها في هذا الفصل أيضاً ذكر العلاقة بين مرحلة الاستضعاف والمرحلة المكية, ثم ذكر مظاهر الاستضعاف، وهي الصورة التي يبدو عليها, فذكر من أبرز مظاهره: وقوع القتل, والتعذيب, والسجن, والإبعاد على المستضعفين, ومن ذلك أيضاً إخفاء المسلمين للشعائر التي أصلها الإظهار, ومن ذلك عدم القدرة على تطبيق الأحكام الشرعية. وغيرها من المظاهر.
وتحدث أيضاً في هذا الفصل عن استحكام الاستضعاف في الأرض، وهل يمكن أن يقع هذا الاستحكام في الأرض كلها أم لا.

أما الباب الثاني فاشتمل على ثلاثة فصول:
أولها تناول أسباب الاستضعاف, وقسمها إلى: أسباب داخلية وأخرى خارجية, أما الداخلية فذكر منها انشقاق المسلمين وتفرقهم, والعصبية والعنصرية بين المسلمين, وعدم الأخذ بأسباب القوة. وأما الخارجية فكالاحتلال, والاستعمار, وما خلَّفه من آثار, والغزو الفكري والثقافي, والحصار بمختلف أشكاله وصوره.

الفصل الثاني خصصه المؤلف لذكر وسائل دفع الاستضعاف، فذكر منها المؤلف ست وسائل وهي: الأخذ بأسباب القوة, والوحدة الإسلامية, والدخول في الجوار, والمعاهدات والتحالفات, والجهاد, والهجرة.

وفي الفصل الثالث من هذا الباب تناول المؤلف الأمور والضوابط التي ينبغي على المستضعفين الأخذ بها ومراعاتها, وهي أمور عدة، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: تفاوت قدرات المستضعفين, والتفريق بين استضعاف العالم واستضعاف غيره, وبيان أن تقدير الضرورة والحاجة يكون بالرجوع لأهل العلم, كما ينبغي عدم الركون إلى الاستضعاف. وغيرها.

وفي الباب الثالث شرع المؤلف في ذكر أحكام الاستضعاف حيث اشتمل هذا الباب على فصلين اثنين:
الفصل الأول ذكر فيه المسائل المتعلقة بالاستضعاف, فذكر منها مسألة الاستعانة بالكفار في القتال حال الاستضعاف, وبيَّن في هذه المسألة اتفاق أهل العلم على جواز الاستعانة بهم في أعمال الخدمة والرمي ونحوها، مما لا يخرجون فيه عن الصَّغَار, أما حكم الاستعانة المباشرة بهم في قتال الكفار، فذكر الخلاف فيه مرجحاً عدم جواز الاستعانة بهم ضد الكفار إلا في حالة الضرورة والحاجة.

ومن المسائل المتعلقة بالاستعانة كذلك الاستعانة بهم في قتال البغاة من المسلمين, وهي من المسائل الخلافية كما بين المؤلف, وقد رجح فيها قول من قال بعدم جواز الاستعانة بهم في هذه الصورة, وفي حال الاضطرار يكتفى باستعمال ما يعمُّ من السلاح, أو الاستعانة بسلاحهم. كما تحدث عن الاستعانة بأهل البدع, وكذلك أهل الكفر في جوانب أخرى غير القتال.
ومن المسائل المذكورة في هذا الفصل أيضاً دفع المال للكفار في حال الاستضعاف, ورجح المؤلف جواز دفعه للدولة الكافرة عند الاضطرار، ورؤية الإمام أن هذا الصلح خير للمسلمين.

ومن المسائل كذلك تعطيل الحدود في حال الاستضعاف, وتحدث في هذه المسألة عن أمور كالتمهيد لإقامة الحدود, ومسألة استبدال الحدود بغيرها من العقوبات, ذاكراً الفرق بين تعطيل الحدود وتعطيل التعازير, والحالات التي يجوز فيها تعطيل الحدود, وقد خلص المؤلف في هذه المسألة أنه يجوز تعطيل الحدود في حال الاستضعاف بشرط اتصال الاستضعاف بإقامة الحدود.
ومن المسائل أيضاً مسألة الاعتراف بالاحتلال في حال الاستضعاف, والتي ترجح فيها للمؤلف عدم الجواز, كما ذكر أيضاً عدم جواز بيع الأرض أو تأجيرها على الكافر المحارب, ورجح تحريم تسليم المطلوبين المسلمين أو أهل الذمة إلى الدولة المحاربة, إلى غير ذلك من المسائل التي تناولها المؤلف في هذا الفصل.

أما الفصل الثاني فخصصه المؤلف لذكر ما يرخص به حال الاستضعاف, كجواز كتمان الإسلام وإخفاء شعائره حال الاستضعاف، ومتى ما أظهر المستضعف الشعائر بنية إعزاز دين الله- وإن كان يعلم بأنه سيعود عليه بالضرر أو التلف- كان مأجوراً ومثاباً وهو الأولى. كما ذكر المؤلف المواضع التي يكون فيها الكتمان للإسلام وشعائره واجباً, وتحدث أيضاً عن كتمان الجماعة للإسلام وشعائره.

ومن الأمور التي ذكرها المؤلف، ورأى أنه يرخص فيها في حال الاستضعاف، استخدام المستضعف للحيلة ونحوها, واستخدامه للتقية مع بيان متى تكون، وشروط جوازها, كذلك استخدامه للمداراة والمداهنة وشروط النطق بكلمة الكفر.

والكتاب دراسة جادة لعله لم يسبق بإفراد مؤلف في هذا الموضوع، يجمع مسائله مبينا أحكامها وراجحها من مرجوحها، مقرونا بالأدلة، فجزى الله مؤلفه خيرا.

الأحد، 17 نوفمبر 2013

ظاهرة ويكيليكس - جدل الإعلام والسياسة بين الافتراضي والواقعي

ظاهرة ويكيليكس 

 جدل الإعلام والسياسة بين الافتراضي والواقعي



صدر عن المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السّياسات كتاب بعنوان "ظاهرة ويكيليكس: جدل الإعلام والسّياسة بين الافتراضيّ والواقعيّ" (591 صفحة من القطع الكبير). والكتاب خلاصة مؤتمر علميّ حرّرت أبحاثه هدى حوا، وشارك فيه ستّة عشر باحثًا عربيًّا وأجنبيًّا بينهم عزمي بشارة وغاريث بورتر ولينا الجيوسي وماكسيميليان فورت ونهوند القادري عيسى ومحمد جمال باروت وهشام القروي وغيرهم. وهو محاولة علميّة لفهم ظاهرة التّصادم مع النّخبة السياسيّة والعسكريّة الأميركيّة؛ هذه الظّاهرة التي بدأت بتسريب "فيديو بغداد" الذي يصوّر قتل جنود أميركيّين مدنيّين عراقيّين بصورة قصديّة في نيسان / أبريل عام 2007، والتي لا يمكن فهمها إلا في سياق ثقافة الإنترنت التي رسّخت حقّ الوصول إلى المعلومات، وأتاحت للهاكرز (Hackers) أن ينشروا ما شاؤوا من المعلومات المقرصنة لغاياتٍ سياسيّة مشروعة، استنادًا إلى مبدأ الشفافيّة في النّظام الديمقراطيّ، الأمر الذي يخدم إعادة الاعتبار إلى العقل والحقائق.
تضمّن هذا الكتاب عددًا من الدّراسات والبحوث أبرزها: الحقيقة والسّلطة وإعادة الاعتبار إلى الحقائق (عزمي بشارة)؛ الإعلام والسّلطة وتبديل شكل الاحتجاج (ماكسيميليان فورت)؛ سلطة التكنولوجيا وتكنولوجيا السّلطة (لينا الجيوسي)؛ المصادر الإعلاميّة الجديدة وإعادة توزيع القوّة (باسم الطويسي)؛ المشهد الثوريّ الافتراضيّ (الصادق الحمامي)؛ ويكيليكس ومشكلة تحميل المسؤوليّة (غاريث بورتر)؛ تسريبات ويكيليكس بين التّشكيك والاحتفاء (الصادق رابح)؛ أيّ دور للتّسريبات (نهوند القادري عيسى)؛ تحدّيات الوثيقة التاريخيّة (جمال باروت)؛ إيران ووثائق ويكيليكس (فاطمة الصمّادي)؛ الانتهاكات الأميركيّة لحقوق الإنسان في العراق من خلال وثائق ويكيليكس (باسيل يوسف بجك)، علاوةً على دراساتٍ كتبها كلٌّ من مسعود ضاهر وحسن أبو نعمة وموسى بريزات ونهى خلف وهشام القروي، وهو ما يضع بين يدي القارئ العربيّ مرجعًا مهمًّا في فهم هذه الظّاهرة التي واجهت السّلطات في أميركا والعالم العربيّ ووسائل إعلامها باقتدار.

الأربعاء، 13 نوفمبر 2013

الثورة المصرية - الدوافع والاتجاهات والتحديات

الثورة المصرية - الدوافع والاتجاهات والتحديات



يعدّ هذا الكتاب من الأعمال القليلة جدًّا التي صدرت حتّى الآن، وتصدّت بالتّحليل للثّورة المصريّة في محاولة لاكتشاف دوافعها الحقيقيّة؛ هذه الثّورة التي عدّها محمود عبد الفضيل في تقديمه لهذا الكتاب حلقة جديدة من حلقات الثّورة الوطنيّة الديمقراطيّة منذ ثورة أحمد عرابي في سنة 1882 مرورًا بثورة 1919، حتّى ثورة 23 يوليو 1952، ووصفها بأنّها "عودة الرّوح" إلى الشّعب المصريّ بعد أربعين عامًا من الموت والرّكود السياسيّ. وهذا الكتاب يقدّم قراءة تحليليّة وتوثيقيّة متعدّدة الأبعاد لهذه الثّورة، ويضع بين أيدي القرّاء ورجال التاريخ والإعلام شبه يوميّات لهذه الحركة، الأمر الذي يتيح لنا اكتشاف قوّة الشّعارات التي رفعتها، ولا سيّما شعار "الحريّة والعدالة والكرامة"، وكذلك الزّخم الكبير للقدرة الشعبيّة الذي ربّما يجد تفسيره في حجم الغضب الذي كان كامنًا في صدور الناس الذين طالما شعروا بإهانة كرامتهم، وتجسّد في ميدان التحرير الذي بات فضاءً جديدًا للحريّة تمكّن من فتح فجوة في الجدار السياسيّ نحو التّغيير الديمقراطيّ.
شارك في تأليف هذا الكتاب نخبةٌ من الباحثين الذين توزّعت دراساتهم على الجوانب المتعدّدة للثّورة المصريّة، وجاءت على النّحو التالي: لماذا قامت الثّورة؟ (علي ليلة)؛ محاولة لفهم الثّورة المصريّة (علي الرجال)؛ القائد والفاعل والنّظام (أمل حمادة)؛ رمزيّة ميدان التّحرير (آية نصار)؛ الاتّجاهات المناطقيّة وعلاقتها بالمركز (جمال زهران)؛ توثيق الثّورة وعلاقتها بالمركز (محمد صابر عرب)؛ التعدديّة الحزبيّة والثّورة (أحمد عبد ربه)؛ الإسلاميّون والثّورة (أميمة عبد اللطيف)؛ الإعلام الجديد وفرص التحوّل الديمقراطيّ (نرمين سيد)؛ المعارضة الإلكترونيّة وعلاقتها بالتحوّل الديمقراطيّ (علاء الشامي)؛ الإعلام المصريّ والثّورة (محمد شومان)؛ الثّورة المضادّة (رابحة سيف علام)؛ اقتصاد ما بعد الثّورة (غادة موسى)؛ محدّدات مسار التّحوّل في مصر (شيماء حطب)؛ المجلس الأعلى للقوّات المسلّحة حاكمًا سياسيًّا (باكينام الشرقاوي)؛ مستقبل العلاقات المصريّة - الإسرائيليّة (عبد العليم محمد)؛ فاعليّة الإرادة وإدارة الفاعليّة (عبد الرحمن حسام).


الأحد، 10 نوفمبر 2013

نقد نظرية النسخ

نقد نظرية النسخ 

بحث في مقاصد الشريعة




يسعى الباحث الدكتور جاسر عودة من خلال كتابة إلى الحفاظ على مرونة الفقه الإسلامي وعلى إعمال النصوص ورفض تعطيلها، وهو ينقد بذلك نظرية النسخ التي تنتهي إلى إلغاء الأحكام الشرعية الثابتة.
وخلال خمسة فصول من الكتاب استعرض الباحث أهداف ومقاصد الشريعة، وعن التناقض والتعارض في ذهن المجتهد في الأمر الشرعي، ثم يستعرض نظرية النسخ بتعريفاتها واستخدماتها وينقد بعض مناهج الاستلال عليها، ويمثل الباحث على إعمال النصوص المحكمة المتعارضة باستخدام مقاصد الشريعة. ثم ينتهي إلى خلاصة نظرية وخلاصة عملية فيما يتعلق بتعارض النصوص وطريقة إعمالها.

رابط Good Reads 

Dwonload - MediaFire 



السبت، 2 نوفمبر 2013

اليقيني والظني من الأخبار - سجال بين أبي الحسن الأشعري والمحدثين


اليقيني والظني من الأخبار  - سجال بين أبي الحسن الأشعري والمحدثين



مراجعة أحمد سالم :
أصل هذا الكتاب النفيس هو بحث قدمه الشيخ لمؤتمر أبي الحسن الأشعري الذي أقيم أواخر الربيع الماضي بالقاهرة،وكان شيخنا هو صاحب البحث السلفي الوحيد الذي قدم في المؤتمر،وأثار ببحثه عاصفة من الانتقاد الأشعري واجهها الشيخ بهدوء ورصانة أوجبت اعتذار شيخ الأزهر والدكتور حسن الشافعي له عن حدة ما وجه إليه من كلام غير علمي..
وهذا عرض لبعض مقاصد البحث ونتائجه إغراء بقراءة هذا البحث الأنموذج في تحرير المقالات..
يقول شيخنا : ((فإن من أكثر سجالات الفكر الشرعي على مرّ القرون الإسلامية شيوعًا وتشعُّبًا وطولا : مسائل الاحتجاج بالأخبار ؛ لأنها متعلّقة بالمصدر الثاني من مصادر التشريع , وهو السنة النبويّة المشرّفة .
وعلى كثرة ما كُتب في علوم السنة من مصنفات مفردة وأبواب وفصول ومباحث , فهي علمٌ قائمٌ بذاته من العلوم الإسلامية السامية = إلا أن مجال البحث والتنقيب عن أسرار علومها ما زال قائما .
ومن المسائل المتعلّقة بالأخبار والتي شغلت المنهج الحديثي والفكر الأصولي والبحث الكلامي قضايا القطعي والظني في السنة النبوية , وأقسامِ السنة باعتبارهما , وطريقةِ تمييز الخبر بأحدهما عن الآخر . بل لقد كانت هذه المسألة مثار معارك علمية , أثّرت (وما زالت تؤثر) على الساحة الشرعية أعظمَ الأثر وأعمقه . بل لا أبالغ إن قلت : إن هذه المسألة كانت مفترقَ طرق لطوائف المسلمين , باختلاف أنواعها وأسباب افتراقها .
ولذلك أحببت أن أسهم بدارسة جانب من جوانب هذا الموضوع , بتسليط الضوء على مواقف الاتفاق والافتراق بين منهج الإمام أبي الحسن الأشعري ومنهج المحدّثين في التفريق بين اليقيني والظني من الأخبار وفي منهجهم في الاحتجاج بهما . فقد عُرفت مدرسة الإمام أبي الحسن بمنهجه الكلامي الخاص , وعُرف المحدثون بمنهجهم النقدي الخاص للسنة النبوية , فهل بين منهجيهم في موضوع اليقيني والظني من الأخبار مواطن اتفاق وافتراق )).