الجمعة، 29 يناير 2016

أيقونات التطور

أيقونات التطور


منقول من موقع الألوكة

من القضايا الملحة، والتي لم يخبُ أوارها منذ عصر التنوير (الأوروبي) إلى هذه الساعة، بل إنه لفي ازدياد، قضية العلاقة بين الدين والعلم، أو لنقُل العلاقة بين النص الديني والمسألة العلمية. والقضية المطروحة بين أيدينا في هذا الكتاب قضية متفرعة عن تلك القضية الكبرى، بل هي اليوم [2] من أهم تلك القضايا وأكثرها حساسية على الإطلاق. إنها قضية نظرية التطور بشكل عام، ونظرية التطور الدارويني بشكل خاص. تكتسب هذه القضية أهميتها الكبيرة وحساسيتها البالغة من جهتين. من جهة إيحاءاتها وتداعيتها الدينية المباشرة ومن جهة تأثيرها في تشكل المعرفة الإنسانية وتصريف السعي البشري ككل. وكما ذكرتُ في كتاب (ثلاث رسائل في الإلحاد والعلم والإيمان) لم تعد نظرية التطور بوضعها الراهن "قاصرة على محاولة تفسير الجانب الحيوي العضوي الخالص للحياة، وإنما توسعت في نطاقها التفسيري حتى اخترقت حقولاً ذات استقلال وسيادة كعلم الاجتماع والنفس والأعصاب والثقافة، فأصبح لدينا الآن ما يعرف بعلم الاجتماع التطوري Evolutionary Sociology والنفس التطوري Evolutionary Psychology والأعصاب التطوري Evolutionary Neuroscience وعلم الثقافة التطوري أو Theories of Cultural Evolution نظريات تطور الثقافات" [3].

تدور الرسالة الأساسية لكتاب (أيقونات التطور) حول فكرتين جوهريتين؛ الأولى هي إبراز مقدرة خبراء العلم الطبيعي على توظيف العلم توظيفًا أيديولوجيًا قمعيًا سلطويًا إقصائيًا متى أرادوا ذلك أو شعروا بالحاجة إليه. وأما الفكرة الثانية فهي إبراز قابلية العلم الطبيعي نفسه لأن يتحول من خلال نظرياته وفرضياته ومؤيديه إلى أساطير ذات أقانيم وأيقونات، ومرويات وسرديات، ورموز وإشارات خاصة. ليس عمل جوناثان ويلز في هذا الاتجاه جديدًا أو فريدًا بالكلية، فقد كتب فلاسفة العلم والمعرفة وعلماء الاجتماع في هذا الجانب كتابات عميقة تنفذ إلى مفاصل الإشكال وتكشف عن جذوره [5]، ولكن الشيء المختلف في عمل ويلز هو التمثيل والتدليل عملياً على هذا الإشكال الشائك بالفعل من خلال حالة معيّنة في الواقع، حالة نظرية التطور الدارويني

  

الأحد، 3 يناير 2016

الاتحاد العربي في الوثائق البريطانية

 الاتحاد العربي في الوثائق البريطانية







الاتحاد العربي في الوثائق البريطانية" 
. وقد جَمَعَ الوثائق وأعدها للنشر مؤيد الونداوي، وقدم للكتاب سيّار الجميل، وبلغ عدد هذه الوثائق 215 وثيقة جميعها صدرت في الأشهر الستة الأولى من سنة 1958، أي ما بين 1/1/1958 و 14/7/1958. وتقدم هذه الوثائق صورة عن الأوضاع السياسية المضطربة التي عاشها العراق في تلك الحقبة، ولا سيما آثار الوحدة المصرية – السورية وتداعياتها التي انتهت في 14 تموز 1958 بقيام الجمهورية والقضاء على النظام الملكي. وتتضمن هذه الوثائق معلومات مهمة عن الشؤون الداخلية في العراق آنذاك، وعن حلف بغداد والاتحاد الهاشمي بين الأردن والعراق، وقضية الكويت التي كان العراق راغباً في ضمها، والأزمة اللبنانية التي اندلعت في سنة 1958، علاوة على مواقف الدول الكبرى، ولا سيما بريطانيا وأميركا، من الأحداث العراقية ومن جمال عبد الناصر ومن الجمهورية العربية المتحدة. ويعتبر هذا الكتاب مرجعاً مهماً للمؤرخين وللباحثين في تلك الحقبة، خصوصاً انه يحتوي وثائق كانت محفوظة في الأرشيف البريطاني، وها هي اليوم تنشر بالعربية لتشكل مصدراً فائق الأهمية لمعرفة جانب من تاريخ المنطقة العربية.