الأربعاء، 7 يونيو 2017

المأزق العالمي للديمقراطية

المأزق العالمي للديمقراطية

بلوغ نقطة التحول

 



في كتاب المأزق العالمي للديمقراطية: بلوغ نقطة التحول الصادر حديثًا عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسيات (255 صفحة بالقطع الوسط)، لا يدّعي مؤلفه عصام فاهم العامري أنه يقدم فيه مخططًا جاهزًا لتجديد الديمقراطية، فمن الممكن بحسبه أن يتخذ تجديدها مسارات متعددة، وأن يستفيد من التجارب الناجحة ويطورها أو يضيف إليها، مستدركًا ضرورة إقناع الناخبين والحكومات على حد سواء بالأسس الموضوعية لقبول القيود المفروضة على ميل الحكومات الطبيعي إلى تجاوز حدود صلاحياتها. فالاتجاهات الكبرى التي تحكم مجمل التحولات في العالم خلال العقدين المقبلين على الأقل شاهدة على توسّع الاتجاه العالمي للديمقراطية، ومن شأن هذه الاتجاهات أن ترسم ملامح المستقبل للعالم في باقي عقود القرن الحادي والعشرين.

يرى العامري في كتابه هذا أن بروز عصر الغضب والأساليب التي يمكن أن تلجأ إليها الحكومات الديمقراطية لقمع المتظاهرين الغاضبين بقوة، يلقي الضوء على عنصر آخر لمأزق الديمقراطية على المستوى العالمي، مشيرًا إلى أن الغضب الشعبي الذي اجتاح المجتمعات الغربية ليس مرهونًا بالأزمة الاقتصادية العالمية التي لا يزال العالم يعاني تداعياتها منذ أواخر عام 2007، وإن كانت هذه الأزمة قد فاقمت حالة السخط بسبب ما أحدثته من بطالة وتراجع في مستوى الحياة ونقص الدخل الفردي، وتراكم الديون الشخصية، وإنما مصدر ذلك كله هو "توعك" الديمقراطية.

يهدف العامري من هذا الكتاب إلى المساهمة في الحوار الدائر في عدد من البلدان في شأن مستقبل السياسات الديمقراطية، ويفترض فيه أن الديمقراطية تواجه مأزقًا عالميًا بسبب تحولات عالمية كبرى وفواعل كثيرة تدفع باتجاه توسع الديمقراطية، وتعظم نداء الشعوب نحوها، "ولا سيما أن هناك نماذج حكومات تسعى إلى الارتقاء بمثُلها وقيمها، إضافة إلى تراجع الديمقراطية وفق مؤشرات القياس المعتمدة لها، وانتكاساتها وبروز تحديات متعاظمة تنحدر بها إلى نوع من الدكتاتورية والقيصرية، وتحوّل ربيعها إلى شتاء جاف، الأمر الذي أوصلها إلى نقطة تحوّل حادة تنفتح على احتمالين: الأول، ارتدادها وانحسارها، كما حدث في عشرينيات القرن العشرين وثلاثينياته؛ والثاني، السير بها إلى آفاق رحبة تنهض بمؤسساتها وقيمها وجوهرها على نحو يستجيب لعصر ما بعد الصناعة، بشكل يحيي روح المبادئ الديمقراطية التي خبت، ويعيد إلى المواطَنة مفهومها المفقود، وإلى المجتمع السياسي تفاعله الخلاق من أجل أن تصون الديمقراطية للإنسان كرامته".

في الفصل الأول ما الديمقراطية، يبحث العامري في ماهية الديمقراطية، وغموض المفهوم وسيولته، وأبعاد الديمقراطية وعناصرها، ومعايير الديمقراطية ومقاييسها. وبحسبه، ربما يستحيل في العصر الحديث إزالة الغموض والتناقض في الاستعمالات المتعددة للديمقراطية، لأنها تكون راسخة في المفهوم نفسه. وفي اللحظة التي نتفوه فيها بالديمقراطية ونعتقد أنها حميدة، كقولنا "إن الديمقراطية تعني حكم الشعب"، نكون قد أنشأنا تناقضًا. وعلى الرغم من أن الحرية والديمقراطية لا تترادفان، فإنهما غالبًا ما تُستخدمان بالتبادل. فمن المفترض أن تتأسس الديمقراطية لحماية الحرية، إلا أن غموض المفاهيم غالبًا ما يجعل الديمقراطية والحرية مترادفتين.

يناقش العامري في الفصل الثاني التوسع الديمقراطي العالمي الحجج التي تؤيد فرضية التوسع العالمي للديمقراطية، متطرقًا إلى التفضيل الشعبي للديمقراطية، وإلى دور الإنترنت في انتشار الديمقراطية. وهو يرى أن توسع الديمقراطية العالمي بحاجة إلى اقتناع الشعوب في الدول غير الديمقراطية بضرورة تحوّل دولها إلى الديمقراطية، واستعدادها وقدرتها على العمل من أجل تغيير نظم الحكم إلى الديمقراطية، وتوافر ديناميات تخضع الأنظمة غير الديمقراطية من خلالها للقوى الناشطة من أجل التحول نحو الديمقراطية. وتفضل الشعوب الديمقراطية لأنها تروّج فكرة الحرية وتطوير الإنسان وتمثل الوسيلة الأمثل لحماية المصالح الإنسانية المشتركة. كما يبحث المؤلف في هذا الفصل مسألة تمكين الأفراد وفيضان الطبقة الوسطى في مدن مزدحمة، وأدوار الجيوش في التحول الديمقراطي، ويقدم الصين مثالًا على آفاق التوجه المستقبلي نحو الديمقراطية.

يحلل العامري، في الفصل الثالث تحولات الديمقراطية وموجاتها، والتي شهدتها عبر التاريخ، مركزًا على حوادث الربيع العربي ومآلاته، ومتطرقًا إلى الديمقراطية بين نهاية التاريخ ومستقبله، باحثًا في التحولات والموجات المتعددة، وتجارب التحول الديمقراطي في الموجة الثالثة، متسائلًا إن كان الارتداد العكسي موجة ثالثة أم رابعة، وأين مؤدى الربيع العربي، وما العواقب غير المقصودة؟ يكتب: "ربما يقول ملايين من العرب أنه كان من الأفضل ألا تنفجر حوادث الربيع العربي، رغبة في الحفاظ على الأمن الذاتي، وإن كان هذا الأمن ينتقص الكرامة في ظل الاستبداد، بل إن بعض المواطنين العرب - وهذا الكلام كثيرًا ما سمعناه أكثر من عشرة أعوام من سقوط نظام صدام حسين - يؤكد أن شعوب المنطقة بحاجة دومًا إلى دكتاتوريات تحكمها، وأن فشل الربيع العربي جلي، وأن صناديق الانتخاب التي هي من نتائج ثورات الربيع العربي، ستفرز دكتاتوريات، في أفضل الأحوال"، ليستدرك مذكرًا بأن أنظمة الاستبداد لم تكتف بزرع الأفكار التي تروّج لاستمرارها وتكريسها، بل أوجدت عوامل معوقة لعمليات التغيير، ونمّت التخلف على مدى عقود طويلة، ويكفي هذا الربيع أنه أضاف إلى عناصر القوة الموجودة في الجسد العربي قوة جديدة، هي قوة الشارع.

يتطرق المؤلف في الفصل الرابع انتكاسات الديمقراطية في العالم إلى واقع الديمقراطية في مناطق العالم المختلفة وانتكاساتها والتحديات التي تتعرض لها، متناولًا الدكتاتورية العالمية والقيصرية والشعبوية. وهو وجد دلائل موثّقة على دور بارز للمعتقدات الثقافية في إخفاق كثير من الديمقراطيات؛ ففي أفريقيا، تراجع بسهولة ما كان عند النخبة الناشئة من التزامات سطحية بالديمقراطية وحلّت محله نزعات دكتاتورية مع ضغط هائل واجهتها الأنظمة الجديدة. فالسحر ومزاولوه عوّقوا قيام الديمقراطية في جنوب أفريقيا بسبب إيمان عدد كبير من سكان البلاد أن في استطاعة الأشرار أن يستحضروا عن طريق السحر قوى خفية في من يحسدونهم أو يكرهونهم. وسبق السحر ومزاولوه إقامةَ الديمقراطية في جنوب أفريقيا، وفي أثناء التحرك ضد الحكم العنصري في ثمانينيات القرن الماضي، كانت تهمة مزاولة السحر ترافق في الأغلب تهمة العمالة المأجورة للحكم.

يستكشف العامري في الفصل الخامس، شروط ازدهار الديمقراطية، من ناحية عملية، من خلال نماذج حكومات ديمقراطية اجتهدت من أجل الارتقاء بأدائها كي تسعد شعوبها. فيبحث في التمايزات الديمقراطية، دارسًا تجربتي جمهورية التشيك التي رأى فيها ديمقراطية استثنائية تواجه تحدي المخاوف الشعبية، والأوروغواي التي ترسخ التواضع في الديمقراطية، مبينًا الاختلاف بين الديمقراطية الإسكندنافية والديمقراطية الأميركية. فهذا الاختلاف، بحسب الكتاب، يكمن في طبيعة الديمقراطية في كلّ منها، وفي قيمها وحصيلتها؛ فالولايات المتحدة أمة مقسمة طبقيًا على نحو عميق، وهذا التقسيم ليس تقسيمًا اجتماعيًا فحسب، بل تقسيم سياسي أيضًا، فالطبقة الثرية هي نفسها الطبقة الحاكمة، والنظام السياسي الأميركي كرس قواعد اللعبة السياسية بشدة ضد أولئك الذين يملكون ثروة صغيرة، بينما تعتمد عناصر الديمقراطية الإسكندنافية على ممارسات وقيم كثيرة أهمها الشفافية، وتقديم المواطن على المسؤول.

في خاتمة الكتاب، بلوغ نقطة التحوّل، يقول الكاتب إن الديمقراطية وضِعت في مأزق متواصل بسبب التراجع المستمر في نوعيتها. ولهذا التراجع مظاهر وأشكال منوعة، ربما أهمها الشعور بالبون الشاسع الذي يفصل بين ما يجري في البرلمانات وآراء الناس والحياة اليومية. ويتجلى هذا المأزق في تدنّي الثقة بالمؤسسات الديمقراطية، واشتعال الإيمان بالديمقراطية في لحظات الانتصار، "لكن سرعان ما تنطفئ هذه الشعلة؛ فكثيرًا ما بدا في خارج الغرب أن الديمقراطية تتداعى وتنهار، وأن كثيرًا من الدول التي تخلصت من عتاة دكتاتورياتها تعاني الآن الاضطراب والفوضى وانعدام الأمن وتردّي الأوضاع الاقتصادية، كما يحدث في العراق وليبيا ودول عربية أخرى". وبحسب المؤلف في هذه الخاتمة، الفوضى والحرب الأهلية أسوأ من الدكتاتورية والقمع وغياب الحريات، وهذا ما أظهرته الحوادث في العقد المنصرم. ومع تحرر دول من نظم حكمها الاستبدادية، "ارتفع عدد الدول الفاشلة، الأمر الذي يبيّن أن البديل من الدكتاتورية ليس الديمقراطية بالضرورة، وإنما الفوضى في كثير من الأحيان"، كما يقول. وأثبتت تجارب عدة أن إسقاط الطغاة أسهل كثيرًا من إقامة الديمقراطية، بعدما سادت الخشية من أن تنتج هذه الديمقراطية أنظمة مارقة أو تقوي شوكة الجهاديين والإرهابيين.

العثمنة الجديدة

العثمنة الجديدة 

القطيعة في التاريخ الموازي بين العرب والأتراك


جاء الكتاب في مقدمة وثمانية فصول وخاتمة، وقد احتوت المقدمة مجموعةً من التعريفات، إضافةً إلى توضيح إشكالية البحث وأهميته، في حين ضمّ الفصل الأول تحليلًا نقديًا لنظرية العمق الإستراتيجي والجيوستراتيجي بعيدًا من الجانب الجيوتاريخي، ومن ضمن ذلك نقد ظاهرة العثمانيين الجُدد خصوصًا؛ كما جسّدها وزير الخارجية التركي السابق أحمد داوود أوغلو في نظريته "العمق الإستراتيجي" ، وانصب الاهتمام في الفصل الثاني على مشروع إحياء "باكس أوثمانيكا".
عالج الفصل الثالث الأطوار الانتقالية للإصلاحات العثمانية، ومفاهيم التنظيمات العثمانية في القرن التاسع عشر من جهة ما يتعلق بكيفية تحوُّل الأطوار الانتقالية من العثمنة التاريخية إلى العثمنة الجديدة. أمّا الفصل الرابع، فهو يشمل تحليلًا تاريخيًا لمسألة انبثاق المشروطية العثمانية وتداعياتها على العرب والأتراك الذين بحثوا على نحوٍ مشتركٍ عن حياة دستورية وفق ما كان يجري في أوروبا. 
انتقل الكتاب في الفصل الخامس إلى معالجة ظاهرة الكمالية التركية، بدءًا بالاحتواءات الفكرية والتداعيات التاريخية وما أحدثته في العالم الإسلامي من انقسام فكري وأيديولوجي، مع انحراف الذاكرة الجمعية وحدوث الانقسام العربي إزاء الكمالية بين مؤيِّد ومعارض، في ظلّ غياب أيّ زعامة عربية يُجمع عليها العرب كلُّهم في مقابل أتاتورك الذي وُصف بـ "الذئب الأغبر". 
وفي الفصل السادس درس المؤلف طبيعة الإسلام السياسي التركي الحديث من خلال عدد من أكبر رموز الدعاة والمفكرين الأتراك، بدءًا بالشيخ سعيد النورسي، متحدثًا عن حياته ودوره في عهد أتاتورك، وكذلك محمد عاكف آرصوي، صاحب النشيد الوطني التركي المنبثق من فكره الإسلامي، وصولًا إلى أحمد نجيب فاضل صاحب نظرية الشرق الأعظم، ثمّ إلى اختتام الفصل بالحديث عن محمد فتح الله غولن. 
وفي الفصل السابع جرى درسٌ للمفاهيم والتطبيقات واعتناءٌ بالعثمنة الجديدة؛ من خلال التساؤل عن مفهومها المعاصر وطبيعة التحول الإستراتيجي في تركيا المعاصرة، وكيفية توظيف الإسلام السياسي التركي للعثمنة الجديدة، في حين عالج الفصل الثامن تركيا في ظل الإسلاميين (من الرفاه إلى الفضيلة، فالعدالة والتنمية والمشكلة الكردية)، ونقرأ فيه تحليلًا لتفكير أربكان إزاء تركيا والمستقبل، ومقارنةً بين الرفاهيين والإسلاميين والعلمانيين. ويتوقف الفصل عند تركيا في ما يخص متغيراتها بعد أربكان مع بروز ثلاثة زعماء جُدد كان اللامع بينهم أردوغان الذي عُدَّ رجل تركيا الجديد. أمّا الخاتمة، فقد ضمت جملةً من نتائج البحث، ودروسًا مستخلصةً من ثنايا مدخلات الكتاب وفصوله. 
- See more at: https://bookstore.dohainstitute.org/p-710.aspx#sthash.hx7mUFXE.dpuf


من موقع المركز العربي للأبحاث

جاء الكتاب في مقدمة وثمانية فصول وخاتمة، وقد احتوت المقدمة مجموعةً من التعريفات، إضافةً إلى توضيح إشكالية البحث وأهميته، في حين ضمّ الفصل الأول تحليلًا نقديًا لنظرية العمق الإستراتيجي والجيوستراتيجي بعيدًا من الجانب الجيوتاريخي، ومن ضمن ذلك نقد ظاهرة العثمانيين الجُدد خصوصًا؛ كما جسّدها وزير الخارجية التركي السابق أحمد داوود أوغلو في نظريته "العمق الإستراتيجي" ، وانصب الاهتمام في الفصل الثاني على مشروع إحياء "باكس أوثمانيكا".
عالج الفصل الثالث الأطوار الانتقالية للإصلاحات العثمانية، ومفاهيم التنظيمات العثمانية في القرن التاسع عشر من جهة ما يتعلق بكيفية تحوُّل الأطوار الانتقالية من العثمنة التاريخية إلى العثمنة الجديدة. أمّا الفصل الرابع، فهو يشمل تحليلًا تاريخيًا لمسألة انبثاق المشروطية العثمانية وتداعياتها على العرب والأتراك الذين بحثوا على نحوٍ مشتركٍ عن حياة دستورية وفق ما كان يجري في أوروبا.
انتقل الكتاب في الفصل الخامس إلى معالجة ظاهرة الكمالية التركية، بدءًا بالاحتواءات الفكرية والتداعيات التاريخية وما أحدثته في العالم الإسلامي من انقسام فكري وأيديولوجي، مع انحراف الذاكرة الجمعية وحدوث الانقسام العربي إزاء الكمالية بين مؤيِّد ومعارض، في ظلّ غياب أيّ زعامة عربية يُجمع عليها العرب كلُّهم في مقابل أتاتورك الذي وُصف بـ "الذئب الأغبر".
وفي الفصل السادس درس المؤلف طبيعة الإسلام السياسي التركي الحديث من خلال عدد من أكبر رموز الدعاة والمفكرين الأتراك، بدءًا بالشيخ سعيد النورسي، متحدثًا عن حياته ودوره في عهد أتاتورك، وكذلك محمد عاكف آرصوي، صاحب النشيد الوطني التركي المنبثق من فكره الإسلامي، وصولًا إلى أحمد نجيب فاضل صاحب نظرية الشرق الأعظم، ثمّ إلى اختتام الفصل بالحديث عن محمد فتح الله غولن.
وفي الفصل السابع جرى درسٌ للمفاهيم والتطبيقات واعتناءٌ بالعثمنة الجديدة؛ من خلال التساؤل عن مفهومها المعاصر وطبيعة التحول الإستراتيجي في تركيا المعاصرة، وكيفية توظيف الإسلام السياسي التركي للعثمنة الجديدة، في حين عالج الفصل الثامن تركيا في ظل الإسلاميين (من الرفاه إلى الفضيلة، فالعدالة والتنمية والمشكلة الكردية)، ونقرأ فيه تحليلًا لتفكير أربكان إزاء تركيا والمستقبل، ومقارنةً بين الرفاهيين والإسلاميين والعلمانيين. ويتوقف الفصل عند تركيا في ما يخص متغيراتها بعد أربكان مع بروز ثلاثة زعماء جُدد كان اللامع بينهم أردوغان الذي عُدَّ رجل تركيا الجديد. أمّا الخاتمة، فقد ضمت جملةً من نتائج البحث، ودروسًا مستخلصةً من ثنايا مدخلات الكتاب وفصوله.
 

 

Download - MediaFire 

جاء الكتاب في مقدمة وثمانية فصول وخاتمة، وقد احتوت المقدمة مجموعةً من التعريفات، إضافةً إلى توضيح إشكالية البحث وأهميته، في حين ضمّ الفصل الأول تحليلًا نقديًا لنظرية العمق الإستراتيجي والجيوستراتيجي بعيدًا من الجانب الجيوتاريخي، ومن ضمن ذلك نقد ظاهرة العثمانيين الجُدد خصوصًا؛ كما جسّدها وزير الخارجية التركي السابق أحمد داوود أوغلو في نظريته "العمق الإستراتيجي" ، وانصب الاهتمام في الفصل الثاني على مشروع إحياء "باكس أوثمانيكا".
عالج الفصل الثالث الأطوار الانتقالية للإصلاحات العثمانية، ومفاهيم التنظيمات العثمانية في القرن التاسع عشر من جهة ما يتعلق بكيفية تحوُّل الأطوار الانتقالية من العثمنة التاريخية إلى العثمنة الجديدة. أمّا الفصل الرابع، فهو يشمل تحليلًا تاريخيًا لمسألة انبثاق المشروطية العثمانية وتداعياتها على العرب والأتراك الذين بحثوا على نحوٍ مشتركٍ عن حياة دستورية وفق ما كان يجري في أوروبا. 
انتقل الكتاب في الفصل الخامس إلى معالجة ظاهرة الكمالية التركية، بدءًا بالاحتواءات الفكرية والتداعيات التاريخية وما أحدثته في العالم الإسلامي من انقسام فكري وأيديولوجي، مع انحراف الذاكرة الجمعية وحدوث الانقسام العربي إزاء الكمالية بين مؤيِّد ومعارض، في ظلّ غياب أيّ زعامة عربية يُجمع عليها العرب كلُّهم في مقابل أتاتورك الذي وُصف بـ "الذئب الأغبر". 
وفي الفصل السادس درس المؤلف طبيعة الإسلام السياسي التركي الحديث من خلال عدد من أكبر رموز الدعاة والمفكرين الأتراك، بدءًا بالشيخ سعيد النورسي، متحدثًا عن حياته ودوره في عهد أتاتورك، وكذلك محمد عاكف آرصوي، صاحب النشيد الوطني التركي المنبثق من فكره الإسلامي، وصولًا إلى أحمد نجيب فاضل صاحب نظرية الشرق الأعظم، ثمّ إلى اختتام الفصل بالحديث عن محمد فتح الله غولن. 
وفي الفصل السابع جرى درسٌ للمفاهيم والتطبيقات واعتناءٌ بالعثمنة الجديدة؛ من خلال التساؤل عن مفهومها المعاصر وطبيعة التحول الإستراتيجي في تركيا المعاصرة، وكيفية توظيف الإسلام السياسي التركي للعثمنة الجديدة، في حين عالج الفصل الثامن تركيا في ظل الإسلاميين (من الرفاه إلى الفضيلة، فالعدالة والتنمية والمشكلة الكردية)، ونقرأ فيه تحليلًا لتفكير أربكان إزاء تركيا والمستقبل، ومقارنةً بين الرفاهيين والإسلاميين والعلمانيين. ويتوقف الفصل عند تركيا في ما يخص متغيراتها بعد أربكان مع بروز ثلاثة زعماء جُدد كان اللامع بينهم أردوغان الذي عُدَّ رجل تركيا الجديد. أمّا الخاتمة، فقد ضمت جملةً من نتائج البحث، ودروسًا مستخلصةً من ثنايا مدخلات الكتاب وفصوله. 
- See more at: https://bookstore.dohainstitute.org/p-710.aspx#sthash.hx7mUFXE.dpuf
جاء الكتاب في مقدمة وثمانية فصول وخاتمة، وقد احتوت المقدمة مجموعةً من التعريفات، إضافةً إلى توضيح إشكالية البحث وأهميته، في حين ضمّ الفصل الأول تحليلًا نقديًا لنظرية العمق الإستراتيجي والجيوستراتيجي بعيدًا من الجانب الجيوتاريخي، ومن ضمن ذلك نقد ظاهرة العثمانيين الجُدد خصوصًا؛ كما جسّدها وزير الخارجية التركي السابق أحمد داوود أوغلو في نظريته "العمق الإستراتيجي" ، وانصب الاهتمام في الفصل الثاني على مشروع إحياء "باكس أوثمانيكا".
عالج الفصل الثالث الأطوار الانتقالية للإصلاحات العثمانية، ومفاهيم التنظيمات العثمانية في القرن التاسع عشر من جهة ما يتعلق بكيفية تحوُّل الأطوار الانتقالية من العثمنة التاريخية إلى العثمنة الجديدة. أمّا الفصل الرابع، فهو يشمل تحليلًا تاريخيًا لمسألة انبثاق المشروطية العثمانية وتداعياتها على العرب والأتراك الذين بحثوا على نحوٍ مشتركٍ عن حياة دستورية وفق ما كان يجري في أوروبا. 
انتقل الكتاب في الفصل الخامس إلى معالجة ظاهرة الكمالية التركية، بدءًا بالاحتواءات الفكرية والتداعيات التاريخية وما أحدثته في العالم الإسلامي من انقسام فكري وأيديولوجي، مع انحراف الذاكرة الجمعية وحدوث الانقسام العربي إزاء الكمالية بين مؤيِّد ومعارض، في ظلّ غياب أيّ زعامة عربية يُجمع عليها العرب كلُّهم في مقابل أتاتورك الذي وُصف بـ "الذئب الأغبر". 
وفي الفصل السادس درس المؤلف طبيعة الإسلام السياسي التركي الحديث من خلال عدد من أكبر رموز الدعاة والمفكرين الأتراك، بدءًا بالشيخ سعيد النورسي، متحدثًا عن حياته ودوره في عهد أتاتورك، وكذلك محمد عاكف آرصوي، صاحب النشيد الوطني التركي المنبثق من فكره الإسلامي، وصولًا إلى أحمد نجيب فاضل صاحب نظرية الشرق الأعظم، ثمّ إلى اختتام الفصل بالحديث عن محمد فتح الله غولن. 
وفي الفصل السابع جرى درسٌ للمفاهيم والتطبيقات واعتناءٌ بالعثمنة الجديدة؛ من خلال التساؤل عن مفهومها المعاصر وطبيعة التحول الإستراتيجي في تركيا المعاصرة، وكيفية توظيف الإسلام السياسي التركي للعثمنة الجديدة، في حين عالج الفصل الثامن تركيا في ظل الإسلاميين (من الرفاه إلى الفضيلة، فالعدالة والتنمية والمشكلة الكردية)، ونقرأ فيه تحليلًا لتفكير أربكان إزاء تركيا والمستقبل، ومقارنةً بين الرفاهيين والإسلاميين والعلمانيين. ويتوقف الفصل عند تركيا في ما يخص متغيراتها بعد أربكان مع بروز ثلاثة زعماء جُدد كان اللامع بينهم أردوغان الذي عُدَّ رجل تركيا الجديد. أمّا الخاتمة، فقد ضمت جملةً من نتائج البحث، ودروسًا مستخلصةً من ثنايا مدخلات الكتاب وفصوله. 
- See more at: https://bookstore.dohainstitute.org/p-710.aspx#sthash.hx7mUFXE.dpuf
جاء الكتاب في مقدمة وثمانية فصول وخاتمة، وقد احتوت المقدمة مجموعةً من التعريفات، إضافةً إلى توضيح إشكالية البحث وأهميته، في حين ضمّ الفصل الأول تحليلًا نقديًا لنظرية العمق الإستراتيجي والجيوستراتيجي بعيدًا من الجانب الجيوتاريخي، ومن ضمن ذلك نقد ظاهرة العثمانيين الجُدد خصوصًا؛ كما جسّدها وزير الخارجية التركي السابق أحمد داوود أوغلو في نظريته "العمق الإستراتيجي" ، وانصب الاهتمام في الفصل الثاني على مشروع إحياء "باكس أوثمانيكا".
عالج الفصل الثالث الأطوار الانتقالية للإصلاحات العثمانية، ومفاهيم التنظيمات العثمانية في القرن التاسع عشر من جهة ما يتعلق بكيفية تحوُّل الأطوار الانتقالية من العثمنة التاريخية إلى العثمنة الجديدة. أمّا الفصل الرابع، فهو يشمل تحليلًا تاريخيًا لمسألة انبثاق المشروطية العثمانية وتداعياتها على العرب والأتراك الذين بحثوا على نحوٍ مشتركٍ عن حياة دستورية وفق ما كان يجري في أوروبا. 
انتقل الكتاب في الفصل الخامس إلى معالجة ظاهرة الكمالية التركية، بدءًا بالاحتواءات الفكرية والتداعيات التاريخية وما أحدثته في العالم الإسلامي من انقسام فكري وأيديولوجي، مع انحراف الذاكرة الجمعية وحدوث الانقسام العربي إزاء الكمالية بين مؤيِّد ومعارض، في ظلّ غياب أيّ زعامة عربية يُجمع عليها العرب كلُّهم في مقابل أتاتورك الذي وُصف بـ "الذئب الأغبر". 
وفي الفصل السادس درس المؤلف طبيعة الإسلام السياسي التركي الحديث من خلال عدد من أكبر رموز الدعاة والمفكرين الأتراك، بدءًا بالشيخ سعيد النورسي، متحدثًا عن حياته ودوره في عهد أتاتورك، وكذلك محمد عاكف آرصوي، صاحب النشيد الوطني التركي المنبثق من فكره الإسلامي، وصولًا إلى أحمد نجيب فاضل صاحب نظرية الشرق الأعظم، ثمّ إلى اختتام الفصل بالحديث عن محمد فتح الله غولن. 
وفي الفصل السابع جرى درسٌ للمفاهيم والتطبيقات واعتناءٌ بالعثمنة الجديدة؛ من خلال التساؤل عن مفهومها المعاصر وطبيعة التحول الإستراتيجي في تركيا المعاصرة، وكيفية توظيف الإسلام السياسي التركي للعثمنة الجديدة، في حين عالج الفصل الثامن تركيا في ظل الإسلاميين (من الرفاه إلى الفضيلة، فالعدالة والتنمية والمشكلة الكردية)، ونقرأ فيه تحليلًا لتفكير أربكان إزاء تركيا والمستقبل، ومقارنةً بين الرفاهيين والإسلاميين والعلمانيين. ويتوقف الفصل عند تركيا في ما يخص متغيراتها بعد أربكان مع بروز ثلاثة زعماء جُدد كان اللامع بينهم أردوغان الذي عُدَّ رجل تركيا الجديد. أمّا الخاتمة، فقد ضمت جملةً من نتائج البحث، ودروسًا مستخلصةً من ثنايا مدخلات الكتاب وفصوله. 
- See more at: https://bookstore.dohainstitute.org/p-710.aspx#sthash.hx7mUFXE.dpuf

الأحد، 4 يونيو 2017

العلاقات الدولية في عالم متغير

العلاقات الدولية في عالم متغير

 



صدرعن مركز الحضارة للدراسات السياسية كتاب العلاقات الدولية في عالم متغير: منظورات ومداخل مقارنة (في ثلاثة مجلدات)
إن المحتوى العلمي لهذا الكتاب هو الأول من نوعه بوصفه مرجعًا باللغة العربية جامعًا لاتجاهات ورؤى "غربية وغير غربية" في نظريات العلاقات الدولية على نحو نقدي وبنائي مقارن، وعلى نحو ينشغل أيضًا بالأبعاد التطبيقية للنظريات من ناحية أخرى، وتبحث بعض دراساته – من ناحية ثالثة- عن الجديد في العلم من منظور حضاري إسلامي مقارن.
أهمية هذا الكتاب، تنبع من حقيقة أن الإنتاج "النظري" في دوائرنا الأكاديمية الحضارية –غير الغربية- لابد أن يختلف عن نظيره في دوائر إنتاج العلم الغربية. دون أن يتجاوز بالطبع هذا الإنتاج الأخير المتميز؛ حيث يجب أن يقدم متابعةً لـ "دوائر العلم الغربية" وخبرة التفاعل معها، مع نقد منتجها والمراكمة المقارنة معه، وصولًا إلى منتجات ومخرجات جديدة. كما أن خبرة إنتاج العلم –وخاصة الجماعية- أكثر أهمية من تقديم منتج فردي جاهز الصنع... من أجل إنتاج "علم نافع"، وعلى نحو تتبلور معه مدارس وجماعات علمية ذات إنتاج يميز بعضها عن بعض، ويكون ساحة لحوار معرفي ونظري ناضج.
وعليه، يضم هذا الكتاب ستة محاور تشمل أبعاد دراسة العلاقات الدولية: بدءًا من مستوياتها الكلية والتأسيسية من نماذج معرفية ومنظورات مقارنة، وبعض المداخل البينية والاتجاهات النظرية الجديدة، إلى المفاهيم، والفواعل، والعمليات، وقضايا نظرية وتطبيقية، في إطار نقدي مقارن.