الجمعة، 6 نوفمبر 2015

كي لا تسرق الثورات

كي لا تسرق الثورات

دراسات موضوعية في ربيع الثورات العربية

 


يتداخل مفهوم الثورة في الأدب السياسي بشدة مع مفاهيم أخرى مقاربة كالانقلاب والعنف والتمرد والفتنة والفوضى ومن والواضح أننا لا يمكن أن نطبق صفة الثورة كثيرا على الانتفاضات الكبرى في التاريخ الإنساني إلا من خلال قياس مدى قدرتها على إحداث انتقالات نوعية عميقة في بنية المجتمع ماديا ومعنويا
والثورة لها ثلاث ركائز أساسية وهي أولا: الفكر الخلاق الذي تشتقه عقوا المفكرين الذين يستندون إلى قضية عادلة وثانيا: نخبة شجاعة ومنظمة وثالثا: جماهير واعية بجوهر قضيتها وليست قطعانا ديماغوغية يسهل التلاعب بها
إن من شأن توفر هذه العناصر الثلاثة أن ترتقي إرهاصات الشعوب ومخاضها إلى الثوري مصاف الثورات الحقيقية.

وإذا كان للثورات من قانون أساسي فهو ما يمكن أن يطلق عليه قانون "شدة التناقض"
والذي نستطيع تعريفه بتلك الفجوة التي كثيرا ما تتسع بين الشعارات والأيديولوجيات المطروحة وفشل وعجز قادتها وما بين واقع الشعب الاقتصادي الذي يعيشه ومنظومة القيم السائدة التي تحكمه
كلما اتسعت هذه الفجوة فأن ثورة ما ستولد من أحشاء هذا المجتمع وهي أمر حتمي واقع لا محال بغض النظر عن الكيفية وربم حدثت على شطل انفجار شعبي وغالبا ما يسبقها دور توجيهي للمفكرين من أبناء هذا المجتمع
ومن شأن التخطيط السليم في حراك الثورات وتدرج مراحلها أن يزيد من فرص نجاحها ويقلص احتمال فشلها
ولأن عدم وجود رؤية واضحة وتحليل قيق لمستوى الصراع أو على أقل تقدير وجود قدرة على إدارة هذا الصراع وما هي الخطوة القادمة سيؤدي حتما إلى ثلاثا نتائج كارثية وهي هدر الطاقات وهدر الزخم وهدر القوة
والأخطر من ذلك حصول حالة من الإجهاض واليأس والإحباط يصعب معها القدرة على استيلاد حراك ثورى جديد من رحم الشعوب المتعبة والجريحة من جانب ومن جانب آخر تعطي للنظام فرصة لاسترداد أنفاسه ورص صفوفه المنهارة والعمل على قمع وتصفية وتفتيت عناصر القوة في الحراك الشعبي

هذا الكتب هو ثمرة جهود وتأملات عبر دراسات فكرية نشرت في مراكز عربية وعراقية ومقالات منشورة في موقع الجزيرة امتدت لسنين وواكب ارهاصات ومتغيرات الثورات العربية صعودا ونزولا وبعضها كان سابقا لحصول  الانفجارات العربية   



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق