السبت، 23 مايو 2015

لا مكان للاختباء

لا مكان للاختباء

الولايات المتحدة ودولة المراقبة الأمريكية



هذا الكتاب من تأليف جرين جرينوالد يحكي فيه قصة إدوارد سنودن

من هو إدوارد سنودن؟

هو موظف أمريكي سابق بوكالة الأمن القومي،بدأ حياته كمهندس أنظمة ،و نتيجة لموهبته التكنولوجية انتقل الي منصب خبير تقني في CIA و سافر الي سويسرا تحت غطاء دبلوماسي ليعمل خبير امني معلوماتي الأعلي للوكالة،و بفضل إمكانية ولوجه إلي أسرار الوكالة بدأ في الإرتياب و الشك في أفعال حكومته.
في 2009 بدأ سنودن في التفكير في تسريب معلومات تفضح أنشطة الوكالة و لكنه تراجع قليلاً لظنه أن أنتخاب أوباما قد يغير الأمور 
و أتضح له لاحقاً أن اوباما زاد من عمليات المراقبة و ضاعف التمويل أكثر كي تستمر الوكالة و تتوسع في عملياتها
.

من خلال عمله في الوكالة و لاحقا كمتعاقد خارجي   استطاع سنودن الحصول علي كمية هائلة من الوثائق التي تدين المنظومة الأمنية الأمريكية كاملة منها..


الأمر السري من محكمة قانون مراقبة الاستخبارات الخارجية السرية) الذي يُرغم فيريزون ، و هي إحدي أكبر شركات الهواتف في أمريكا،علي تسليم جميع السجلات الهاتفية الخاصة بجميع الأمريكيين إلي وكالة الأمن القومي

نماذج لبرامج اخري تابعة للوكالة

PRISM
متعلق بجمع البيانات من مخدمات اكبر شركات الانترنت في العالم بشكل مباشر.
Project bullrun
جهد مشترك بين NSA  و نظيرتها البريطانية GCHQ” “مركز الاتصالات الحكومية” للتغلب علي انواع التشفير الشائعة و المستخدمة لحماية التعاملات علي الانترنت.
Egotistical giraffe
يستهدف المستعرض المعني بتمكين السرية في تصفح الشبكة
Muscular
اداة لغزو الشبكات الخاصة في جوجل و ياهو .
TARMAC
برنامج طوره مركز الاتصالات الحكومية البريطاني لاعتراض اتصالات الاقمار الصناعية.
Tempora
و هو برنامج طوره مركز الاتصالات الحكومية البريطاني،يمتلك البرنامج القدره علي مراقبة كميات ضخمة من البيانات المأخوذة من كابلات الالياف البصرية لمدة تصل الي 30 يوما كي يكون بالإمكان تحليلها.
X-KEYSCORE
هو برنامج رئيسي تستخدمه NSA لجمع كافة المعلومات حول ما يفعله المستخدم العادي علي الانترنت ،بما فيه ذلك محتوي الايميلات،البحث في جوجل،اسماء المواقع التي تم زيارتها و وقت حدوثها،تواريخ البحث و المحادثات عبر الانترنت.
من اهم وظائف هذا البرنامج قيمةً هو مراقبة الانشطة علي وسائل التواصل الاجتماعي كفيسبوك و تويتر،فيكفي لأحد المحللين ادخال اسم المستخدم المُراد مراقبته اضافة الي المجال الزمني كي يستعرض كل المعلومات المتعلقة بهذا المستخدم.
من اجل جمع هذه الكمية الهائلة من المعلومات،تعتمد NSA 
علي عدد من الوسائل تتضمن التنصت المباشر الي خطوط الالياف البصرية (بما فيها الكابلات تحت الماء) المستخدمة لنقل الاتصالات الدولية و توجيه الرسائل الي مستودعات بيانات NSA  عند عبورها النظام الامريكي،الاقمار الصناعية،انظمة الهواتف المحلية و الاجنبية،و التعاون مع وكالات استخباراتية في بلدان اخري.
تقوم NSA ايضا بزرع برامج خبيثة – Malware تُدعي “Quantom insertion”،وظيفتها الاساسية هي رؤية كل مفتاح يُنقر و كل شاشة تُعرض، يمتلك قسم الوصول المخصّص “TAO” كامل السيطرة علي تلك العملية و تمثل تلك الوحدة قسم القرصنة الخاصة .
تمتلك NSA عددا كبيرا من الشراكات مع شركات القطاع الخاص،كما ان عددا من وظائفها الجوهرية يقوم بها متعاقدون خارجيون،توظف الوكالة نفسها ما يقرب من ثلاثين الف شخص و تتعاقد مع ستين الف موظف من شركات خاصة و تُدار هذه العمليات من قبل وحدة سرية تُدعي وحدة عمليات الموارد الخاصة SSO.
هذا التوسع البالغ في شدته من جانب NSA لم يكن موجودا قبل تولي الجنرال ” الكسندر كيث ” مسؤوليتها لمدة ثماني سنوات لتصبح وحشا مطلق السراح دون ادني قيد،بدأ الكسندر مهمته من العراق حيث ركز علي جمع كل تفصيلة صغيرة..
كل رسالة نصية و كل اتصال هاتفي و كل ايميل عراقي يمكن فحصه،ثم ما لبث ان طبق اسلوبه علي الشعب الامريكي نفسه.
كون “الكسندر” حلفا يُدعي “العيون الخمس” مع اربع دول هم: بريطانيا ،كندا،استراليا ،نيوزيلندا لتبادل المعلومات فيما بينهم.
الملفات التي سربها سنودن تنقسم الي قسمين..
الاول يتم تعليمه برمز “FVEY” اي يُسمَح بتوزيعها فقط لدول المراقبة الاربعة.
الثاني يتم تعليمه برمز “NOFORN” و هي ملفات خاصة بالولايات المتحدة فقط.

و بالرغم من المراقبة الواسعة التي سعت إليها NSA فعملياتها لم تمنع تفجير ماراثون بوسطن عام 2012 ،و لم تمنع الهجمات من لندن إلي مدريد مما يثبت عدم جدواه بالشكل الذي تدعيه الوكالة.
بالطبع بعد صدور سلسلة المقالات الكاشفة في الجارديان انفجرت حملة إعلامية زاعقة ضد سنودن تتهمه بالخيانة و بتسريب تلك الوثائق إلي الصين و روسيا و غيرها من الاتهامات التي كالها مدّعي الوطنية الزائفة..
أما جرينوالد فطالب البعض بمحاكمته منهم زملاؤه الصحفيين و الاعلاميين في قنبلة تنسف مواد الدستور الأمريكي التي تكفل الحرية للصحفيين لنشر أسرار حكومية و تهدم الصحافة الأستقصائية من أساسها مع أزدياد نشاط أدارة أوباما ضد الصحفيين الكاشفيين لأخطاء رهيبة في سياساته.
أما رد الفعل في بريطانيا فكان أعنف ضد الجارديان،ففي بريطانيا لا توجد موانع دستورية تحول دون إغلاق الصحف او إجبارها علي عدم نشر مواضيع معينة،بعد نشر المقالات بأيام استقبلت الجارديان عددا من رجال الأمن السريين و أجبروا الصحيفة علي تدمير ما تملكه من وثائق مخزنة علي أقراص صلبة و احتجزوا “ديفيد ميراندا”، أحد العاملين علي القصة في مطار هيثرو بتهمة “الإرهاب” و أُطلق سراحه بعدها بساعات في محاولة لتخويف جرينوالد و الجارديان معا .
الكتاب بتفاصيله يمثّل إضافة جيدة للقارئ و يترك أحساساً بالضآلة في مقدمته لدي مواجهة أجهزة عاتية كهذه،و هذا هو ما أراده سنودن تحديدا، أن يُعلمّنا أننا لسنا بضعفاء،و انه ربما في يوم من الأيام قد ننال الحرية الحقيقية،حيث لا يوجد “الأخ الأكبر” ليراقب كل ما نراه و نفعله،لتُتاح لنا حرية الفكر و الفعل و الإبداع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق