الخميس، 19 يونيو 2014

كل رجال الباشا: محمد علي وجيشه وبناء مصر الحديثة

كل رجال الباشا: محمد علي وجيشه وبناء مصر الحديثة 

 

 

 

وجود الجيش في الحياة السياسية خطر على الثورة وعلى الجيش نفسه، لذا لا بد من أن يعود إلى ثكَنه
تلك هي القاعدة

هل يمكن كتابة تاريخ محمد علي من وجهة نظر جنوده لا قادته وضباطه؟ كانت مهمته «أن ألفت النظر إلى أهمية الفرد العادي الذي لا ينتمي إلى الصفوة في صنع التاريخ»

المؤرخون الذين اهتموا بموضوع التنوير والنهضة والردة، أو بسؤال الوافد والموروث، تعاملوا مع الموضوع باعتباره «تاريخ فكر». هؤلاء يلخصون أسباب فشل مشروع التنوير العربي بأسباب عدة، إما لأنّ ردةً أصابت مثقفي التنوير، أو بسبب التأثير الوهابي الخليجي، أو بسبب عملية التغريب، أو حتى بسبب تقاعس الدولة عن أداء دورها. كل هذه التفسيرات لها سببها الوجيه، لكن أجد هذا الكلام لا يزال نخبوياً». يوضح  خالد فهمي قائلا : «أريد أن أعرف إلى أيّ درجة كان لهذا المشروع صدى لدى الناس العاديين؟ هل صحيح ما يقوله الإسلاميون عن أنّ كل كلام النخبة مجرد بقعة زيت على ماء، أم أنّ لمشروع التنوير والنهضة صدى لدى الناس العاديين؟ هذا هو سؤالي الذي أحاول أن أجيب عنه».


صدر عن دار "الشروق" كتاب "كل رجال الباشا" للدكتور خالد فهمي، والذي يضع من خلال كتابه محمد علي ودولته وجيشه أمام معيار علمي، لا يرى منه حاكمًا أسطورةً ولا ديكتاتورًا، بقدر ما يضعه في الإطار التاريخي الذي جعل منه ظاهرة شديدة الأهمية في تاريخ مصر الحديث.

وفي كلمة "الناشر" عن الكتاب يقول أنه يقدم تاريخ مصر "من أسفل" عبر اهتمامه بالمحكومين أكثر من الحكام، وهو أسلوب كان نادرًا في الكتابة عن تاريخ مصر قبل ظهور طبعته العربية الأولى عام 2000. وقد نجح في أن يمسك بصوت ذلك المصري المحكوم دون التورط في تعميمات عاطفية.

ويقدم الكتاب إضافة علمية وفلسفية مهمة إلى دراسة مفهوم السلطة وتشكُّلها عبر التاريخ، باتخاذ دولة محمد علي نموذجًا، ووتحليل وثائق وخطابات الجيش المصري في ذلك العصر، ويستكشف عبر الغوص فيها تشكُّل تلك السلطة وتطورها في واحدة من أكثر تحولاتها التاريخية تأثيرًا - ربما - إلى الآن.

ويهدف الكتاب إلى فتح عيون المؤرخين والقراء على وثائق شديدة الخصوصية، وحوَّل كثيرًا من الموروثات لتصبح مصادر لصناعة التاريخ، فدخل أرشيفات اعتُبرت قبل هذا الكتاب في عداد المجهولة أو المنسية.
إلى أن جاء لينفض عنها غبارًا تراكَم عبر السنوات الطوال، وأشعَرنا بكونها كنزًا شديد الأهمية في تاريخنا، وفي دراسة تاريخنا.
ـ حقق كل تلك النجاحات، وظل محافظًا على أسلوب ممتع وسلس ويفيض بالدراما، آخذًا بيد قارئه إلى الحقائق عبر استعمال حجج شديدة القوة، ومكتملة الوضوح في الوقت نفسه

هناك تعليق واحد: