الجمعة، 30 أغسطس 2013

محاضرات في مقاصد الشريعة

محاضرات في مقاصد الشريعة



نبذة المؤلف:

أصل هذا الكتاب محاضرات ألقيت في الدورة العلمية التي نظمتها إدارة الدعوة بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة قطر، لفائدة الأئمة والخطباء، وبعد أن عاينت الفائدة المباشرة لهذه الدورة، طيلة أيامها العشرة، بفضل ما أحيطت به من جدية وحزم، ها أنذا أرى هذه الخطوة الجديدة، تفريغ المحاضرات وما تخللها من مناقشات، وإعدادها للطباعة والنشر، وقد قمت بمراجعة هذه المحاضرات بعد تفريغها من التسجيلات الصوتية، وأدخلت عليها ما تيسر لي من تصحيحات وتنقيحات، ولكني لم أرد إخضاعها لقواعد التحرير الكتابي، بما فيها من تبويب وترتيب ومحسنات منهجية وأسلوبية، بل أبقيت على مضامينها وتسلسلها وأسلوبها، وعلى عفويتها وطابعها التعليمي الشفوي، لتكون أقرب إلى الأجواء التلقائية التي جرت عليها.

وهى مخصصة لمقاصد الشريعة. ومقاصد الشريعة أصبحت اليوم في عدد من الجامعات الإسلامية علماً ومادة دراسية مستقلة، وسنناقش هذه المسألة إن شاء الله في ثنايا هذه اللقاءات. فالمهم أن هذه المادة أو هذا العلم أو هذا الباب هو موضوع مدارساتنا في هذه اللقاءات وعبر عدد من المحاضرات والمناقشات. ومقاصد الشريعة تتولى وتتضمن البحث عن غرض الشارع وإرادته وحكمته في شريعته. فهي تأمل ونظر وتدبر في فقه الشريعة ونصوصها، ولذلك نحن في هذه المحاضرات كلها قد لا نكون بحاجة إلى معرفة أحكام جديدة ونصوص جديدة، ولكننا بحاجة إلى التدبر في هذه النصوص وهذه الأحكام. فمقاصد الشريعة هي ضرب من التدبر فيما نعرفه من نصوص وأحكام، فما بين أيدينا وما هو في قلوبنا وعقولنا. ورصيدنا العلمي، قد يكون كافياً- وزيادة- كي نقوم بهذه العملية، عملية التدبر والتأمل، وما تفضي إليه في فقه الشريعة ومقاصدها.

الأربعاء، 28 أغسطس 2013

القطاع الثالث والفرص السانحة - رؤية مستقبلية

القطاع الثالث والفرص السانحة - رؤية مستقبلية


القطاع الثالث هو  الممصطلح الذي أطلق على العمل الخيري  كمصدر أساسي للحفاظ على المجتمع  وتمويل مصادره المتنوعة بعد القطاعين العام والخاص
ولهذا الكتاب أهمية كبرى كدراسة متكاملة مقارنة للعمل الخيري في الغرب وما هو عليه الان مقارنة مع الوقف والعمل الخيري في بلاد المسملين قديما وحديثا
والكتب قيم  جدا ونادر في مجاله
يرى المؤلف أن للقطاع الثالث أهمية استراتيجية تعزز مكانته وتبين أهميته, وتكشف هذه الدراسة خطورة غياب هذا القطاع الوطني، وتلك الأهمية تبرز في النقاط التالية:
التصدي للحروب وآثارها:
 حيث يوضح الباحث أن القرن الحادي والعشرين ساد فيه نظام الفوضى الخَلاَّقة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية خاصة, حيث زادت الحروب والنزاعات على اختلاف أسبابها، خاصة مع الشعوب والدول الإسلامية، وزاد الطين بلة أحداث الحادي عشر من سبتمبر2001م؛ حيث أصبحت صناعة الحروب سمة العصر تحت دعاوى الحرب على الإرهاب وغيرها، وكل ذلك أدى إلى نتاجات مؤلمة، كان من أبرزها تضاعف أعداد اللاجئين؛ مما خلق أخطارا وتحديات جديدة وكبيرة، أضف إلى ذلك تنامي الرفض للوجود الإسلامي لدى معظم حكومات الدول الغربية، وما تبعه من تقييد للحقوق والحريات، بل لقد وُضعت الجمعيات والمؤسسات الخيرية الإسلامية من قبل خصومها هدفا من أهداف مشروع الحرب على الإرهاب؛ مما يُوجب على العالم الإسلامي-الذي يمتلك عناصر قوة، ومنها: ثرواته الفكرية والثقافية والاقتصادية ونموه السكاني والتنوع الجغرافي لدوله، - تحويل دفة الصراع إلى حوار بنَّاء، بدعوة الطرف الآخر (الغربي) إلى تعديل خطابه الديني والسياسي، وتغيير نظرته تجاه العالم الإسلامي، وهذا يتطلب وضع الإستراتيجيات من خلال الدراسات والبحوث المستقلة لتحقيق ذلك على أسس متينة، ومؤسسات القطاع الثالث المتنوعة في أغراضها بأهدافها السلمية وبحضورها العالمي والمحلي بحكم استقلاليتها هي المرشح القوي للقيام بهذا الدور، وبأقل تكلفة معنوية ومادية لتكون سنداً لحكوماتها ودولها دون إدخال الحكومات في حلبة التعصب والصراعات. 

       استثمار العولمة: يرى المؤلف أن العولمة بما تحمله من نظم تجارة حرة، وانفتاح اقتصادي واجتماعي ووسائل تقنية متنوعة، تحمل في طياتها إيجابيات ضخمة, كما تحمل جوانب سلبية تُمرر عبر أجندات مبرمجة ومعدٍ لها، خاصة الأدوار العالمية للمنظمات الدولية من خلال التدخل في الشؤون الداخلية للدول تحت مزاعم التمويل الأجنبي بالمساعدات والمنح، أو نشر ثقافة الحرية الفكرية الغربية، مما يترتب عليه التمرد على القيم الأخلاقية، وما يتبعه من ضياع للأسرة أو تفكيك لها، وغير ذلك مما أصبح الآن واقعاً ملموساً؛ وبالتالي كان لزاما –كما يري المؤلف-أن تعمل الأمة باستثمار إيجابيات العولمة من خلال دعم مؤسسات القطاع الثالث الوطنية؛ لتضطلع الشعوب بالمسؤولية، وتستثمر تقنيات العولمة في دفع الفقر والظلم، واقتناص الفرص الإيجابية، قبل أن تسبقها المؤسسات أو المنظمات عابرة الحدود، تنشر الثقافة المستوردة وتدعمها وتتدخل في شؤون الدول الداخلية، ولا يخفى ما ستجره تلك الثقافة والتدخلات من ويلات وفساد في شتى الميادين، والوقاية خير من العلاج.

       استيعاب اليقظة والصحوة(الدينية والسياسية والاجتماعية):
 يرى الباحث أن الأمة الإسلامية اليوم تتمتع ببوادر صحوة إسلامية داخلية وخارجية، وهذا الأمر أقلق المجتمعات الغربية؛ فباتت تشكك في هذه الصحوة، وتحذر منها؛ حتى ظهرت مصطلحات مثل: ( الإسلام فوبيا). كما كتب كثير من الكتَّاب الغربيين مؤلفات تحذر من هذه الصحوة، منها: ( بينما نامت أوروبا ـ لـ دبلاي) وكتاب (فرصة للغرب لـ ريجنري)، وغيرها. كما أن ارتفاع منسوب المعرفة لدى الشعوب العربية والإسلامية جعلها تدرك حقوقها السياسية والاجتماعية والثقافية؛ مما حدا ببعض النخب ـ في سبيل المطالبة بهذه الحقوق ـ إلى التمرد على تعاليم الإسلام، والخروج عن ثوابت الأمة. وتطرف آخرون فاستخدموا العنف في التغيير، فكان الطرفان عوامل مساعدة للغرب للتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية والإسلامية من خلال المشروع العالمي الجديد (الحرب على الإرهاب). وهذا يتطلب إيجاد الحلول التي ترشِّد تلك اليقظة الدينية والصحوة السياسية وتحتضنها وتستوعبها، وهنا يظهر جهد القطاع الثالث المستقل في العمل على غرس منهج الوسطية والحوار للتوظيف الإيجابي للدوافع الدينية، ونبذ العنف السياسي من قبل التيارات السياسية على حد سواء.

       معالجة التعصب الديني والتعامل مع إستراتيجية الآخر:
يطرح الباحث بعض إفرازات العولمة وماعمله العالم الغربي على توجيه سهامه نحو الإسلام، بالطعن تارة، وتشويه تعاليمه ورموزه تارة أخرى، بل وصل الأمر إلى الإساءة إلى خير البشر ـ عليه الصلاة والسلام ـ. وكان هذا التعصب الديني نابعاً من قبل النخب الدينية (فرانكلين/ جيري فالويل... (نماذج) أو السياسية ( دبليو بوش،.. )، متحججين بنشر ثقافة الحرية والديمقراطية، وأن تعاليم الإسلام تشكل خطرا على مباديء الديمقراطية، وديمقراطية السوق,  فكان لا بد من  دعم العمل الجاد بإستراتيجيات مستقلة عن مؤسسات القطاع الحكومي  في دراسة هذه الظواهر، بل وإنشاء المراكز المتخصصة بدراسة الغرب، ومد الجسور مع أنصار الحقيقة والعدل منهم. مما يؤكد ضرورة تنمية برامج وأعمال مؤسسات القطاع الثالث الإسلامي المرشحة لمواجهة هذا العدوان بكل أنواع المقاومة العلمية والإعلامية والدعوية؛ لأن هذا الانفجار الضخم من التحديات المتنوعة والشاملة دينياً وسياسياً وعسكرياً واقتصادياً، يضع على عاتق جميع الحكومات العربية والإسلامية مسؤولية دعم مؤسسات القطاع الثالث معنوياً وإدارياً ومادياً؛ للعمل على إنشاء مراكز حوارات ومعلومات وترجمة من كل اللغات وإليها، وأخرى للدراسات والبحوث، وإنشاء قنوات وإذاعات ومواقع إعلامية عامة ومتخصصة، وبكل اللغات كذلك، بل ولجميع المستويات والطبقات؛ لمواجهة سوء الفهم, أو الجهل عند بعض الأطراف, ومعالجة التعصب وحب الصراع عند أطراف أخرى.
 ويرى الباحث أن الأهمية الإستراتيجية لوجوب وضرورة ميلاد هذا القطاع تتأكد حيث وجوب مساندة مؤسسات القطاع الحكومي في معالجة ظواهر سلبية كثيرة، منها: البطالة، والفقر، والجهل، والمرض، التي تزداد في كثير من دول العالم العربي والإسلامي.
 
* الفصل الثالث بعنوان ( مباديء ومخاطر):
- القطاع الثالث والمبادئ الدينية:
 يرى المؤلف أن مؤسسات القطاع الثالث ترتبط بسياسات دولها، وتلتزم بدستورها، ويضرب على ذلك مثالا بالولايات المتحدة الأمريكية؛ نظرا لنجاح التجربة الأمريكية في هذا المجال. وقد كان العامل الديني كما قال أحدهم :– " إن المال لله، والأفراد مؤتمنون عليه، وعليهم توجيهه لمصلحة الآخرين" - دافعا رئيسا في تشكيل هذا القطاع في الولايات المتحدة الأمريكية ونجاحه كما أكد ذلك كثير من الباحثين المتخصصين في هذا القطاع من الغربيين.


- القطاع الثالث والفكرة الرئيسة:
يؤكد الباحث أن قوة الدول تكمن في حفاظها على الفكرة الرئيسة التي قامت عليها سواء كانت مدنية عند بعض الدول, أم دينية عند أخرى، لكن الهوية الدينية –أياً كان هذا الدين- هي الدافع الرئيس عند كثير من دول العالم، ولذلك فإن تسخير مؤسسات القطاع الثالث وجمعياته المحلية والعالمية للمصلحة الوطنية يتحقق بتقوية الفكرة الرئيسة للدولة، وخدمة دستورها.

 فمثلا القطاع الثالث في الولايات المتحدة الأمريكية ضم أكثر من 1.6 مليون منظمة، وتبرعات سنوية فاقت (316) مليار دولار، ويعمل به (11) مليون موظف، و (90) مليون متطوع والعطاء للدين كان بنسبة 34% من إجمالي العطاء - حسب إحصاء عام 2008م-, وبهذا يتأكد أن نجاح القطاع الثالث عالمياً مرتبط بقوة ارتباطه بالفكرة الرئيسة التي قام عليها الوطن. والعامل والدافع الديني من عوامل نجاح هذا القطاع عالمياً؛ مما انعكس إيجابياً على قوة الدول التي تعمل به, وإن كان الدافع الديني ليس هو الوحيد في نجاحه العالمي.

- القطاع الثالث والقوة السيادية: يوضح المؤلف أن السيادة مطلب للدول، ومن قوة تلك السيادة المحافظة على الفكرة الرئيسة التي قامت عليها الأوطان، وخاصة إذا استندت الفكرة الرئيسة على معتقد ديني ـ كما سبق ـ ، وهنا فإن دعم بقاء وقوة الفكرة الرئيسة للدولة – أية دولة – لا يمكن أن يكون بمؤسسات القطاع الحكومي وحدها، بل إن الجانب التنفيذي لذلك كله هو لمؤسسات القطاع الثالث التي تعمل تحت دستور الدولة ولصالحه. ومن هنا تأتي الأهمية الكبرى لمؤسسات القطاع الثالث لتشكل بكل أنواعها وبرامجها الداخلية والخارجية قوة سيادية وسياسية لدولها، لا سيما حينما تقوم جميع تلك المؤسسات بتعاون وتكامل لدعم الفكرة الرئيسة مع مؤسسات القطاع العام الحكومي والقطاع الخاص الربحي.

- القطاع الثالث والذراع الدولي: يشكل القطاع الثالث، بذراعيه الداخلي والخارجي، قوة إدارية وسياسية لأية دولة؛ فهو –كما يقول المؤلف- شريك أساسي في تقوية العلاقات الخارجية للدول من خلال المراكز الثقافية والدينية الخارجية، كما أن الذراع الخارجي (جمعيات القطاع الثالث العاملة بلا حدود) تعتبر أداة من أهم أدوات القوة الخارجية لدولها, و تنعكس إيجابياً على القوة الداخلية لها، كما تستطيع الدول من خلالها تسويق إيديولوجياتها. وبقدر ما ترتبط مؤسسات ومنظمات القطاع الثالث بالإيديولوجية الرئيسة لدولها وتكون جزءاً من إستراتيجيتها - كما هو حال دول الشمال- تكون القوة الداخلية والخارجية، وبقدر ما تضعف تلك الرابطة أو تغيب تصبح مؤسسات القطاع الثالث معول هدم لإضعاف الحكومة والدولة، ومدخلاً خارجياً أوداخلياً لإضعاف الفكر والثقافة واللغة وأنماط الحياة الاجتماعية، ليكون الإجهاز على الوحدة الوطنية هو الخطوة التالية.
 ويعتبر كل ما سبق مؤكداً لفلسفة التقوي الوطني بمؤسسات القطاع الثالث بأذرعتها الخارجية, ويدعم المؤلف نتائجه هذه بواقع مؤسسات القطاع الثالث الغربي وما حققته من إنجازات داخلية وخارجية.

- المجتمع المدني وخطر الاختراق: يؤكد الباحث من خلال الحقائق استغلال بعض مؤسسات القطاع الثالث الأجنبية اختراق سيادة الدول الوطنية من خلال مؤسسات المجتمع المدني المحلية، إما بالتجسس عليها، أومساندة قوى المعارضة فيها ودعمها (منظمة فيالق السلام الأمريكية في روسيا أنموذجاً)، أو من خلال  تكوين نُخَب علمية أو ثقافية أو إعلامية عميلة تسيطر على مؤسسات المجتمع المدني المحلي والمؤسسات الأهلية أو الخيرية، أو تبني القائم منها، أو من خلال توجيه مؤسسات القطاع الثالث المحلية تحت عناوين متنوعة، كالمعونات المادية الأجنبية، ومعونات التدريب أو التعاون، ودعم الديمقراطية، وحقوق الإنسان أو حقوق المرأة, وينبه الباحث إلى مخاطر الاختراق وأنها تزداد حينما لا ترتبط مؤسسات القطاع الثالث بدساتير دولها وتشريعاتها وقيمها التي قامت عليها. ولهذا فإن مؤسسات القطاع الثالث بقدر ما هي وسيلة لتحقيق الأمن الفكري والاجتماعي والسياسي لدولها، فهي بوابة خطرة على أمن المجتمعات والدول، لا سيما حينما لا يقوم النظام الأساسي لجميع مؤسسات القطاع الثالث المحلية على حماية وتقوية دستور الدولة, أو حينما لا توجد مؤسسات وجمعيات محلية وطنية قوية تكون على مستوى المرحلة.

الاثنين، 26 أغسطس 2013

مدخل إلى مقاصد الشريعة

مدخل إلى مقاصد الشريعة


كتاب صغير مفيد جدا للعلامة الريسوني  وهذا ملخص يسير عنه :
تريد الشريعة من المكلفين أن يقصدوا إلى ما قصدت إليه، وأن يسعوا إلى ما هدفت إليه؛ مما يجعل للشريعة مصدرين هما: الشرع من جهة، والمكلفون من جهة أخرى، ولكن يجمعهما اتحاد المصب؛ بحيث يجب أن تصبَّ مقاصد المكَلَّف حيث تصب مقاصد الشارع.
يقول ابن القيم: والقرآن وسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مملوآن من تعليل الأحكام بالحكم والمصالح وتعليل الخلق بهما، والتنبيه على وجوه الحِكم التي لأجلها شرع تلك الأحكام ولأجلها خلق تلك الأعيان

الأحد، 25 أغسطس 2013

التعامل مع غير المسلمين في العهد النبوي

التعامل مع غير المسلمين في العهد النبوي




المؤلف: ناصر محمدي محمد جاد

الناشر: دار الميمان-الرياض

الطبعة الأولى: 1430

عدد الصفحات: 416

 في واقعنا المعاصر حيث تثار شبهات واتهامات للإسلام بالتعصب وكراهية الآخر تشتد الحاجة  إلى تجلية منهج النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع غير المسلمين، لأن هديه صلى الله عليه وسلم هو التطبيق العملي لكل ما نزل من الوحي، وفي ذلك أبلغ الرد على المُتهمين، وأبلغ البيان للمتأسين.

 وقد جاء الكتاب في أربعة أبواب: الإسلام والأديان، مبادئ الإسلام في التعامل مع غير المسلمين، التعامل مع غير المسلمين في العهد النبوي، شبهات وافتراءات.

 مبادئ التعامل مع غير المسلمين

أجمل المؤلف مبادئ الإسلام في التعامل مع غير المسلمين في:

ـ حرية الاعتقاد (فلا يكره أحد على ترك دينه واعتناق الإسلام).

ـ المساواة (أي في المعاملات الإنسانية).

ـ العدالة (وهي مطلوبة في السلم والحرب).

ـ الإنصاف (فلا يغمطون حقوقهم).

ـ التسامح (لن ينسى التاريخ قول النبي صلى الله عليه وسلم حين تمكن من أعدائه في مكة: "ما تظنون أني فاعل بكم؟" ثم عفا عنهم)

ـ الوفاء بالوعد.

ـ الرحمة والبر.

ـ الأمن والسلام.

ـ المجادلة بالحسنى.

 وقد استدل الكاتب على هذه المبادئ بما يثبت أنها حق وليست دعوى.

  رحمة للعالمين

الباب الثالث "التعامل مع غير المسلمين في العهد النبوي" يعد تطبيقا عمليا للتعامل مع المخالفين في الدين في العهد النبوي، وقد قسمه المؤلف إلى ثمانية أبواب هي: التعامل مع غير المسلمين في حالتي الضعف والخوف، التعامل مع غير المسلمين في دار الكفر، التعامل مع غير المسلمين في دار الإسلام، التعامل مع غير المسلمين في حالة القوة، التعامل مع غير المسلمين بين حالتي السلم والحرب، التعامل مع المنافقين في العهد النبوي، التعامل مع أهل الردة، التعامل مع مدعي النبوة.

ونشير في هذا الباب إلى دليل من أقوى الأدلة على أن منهج النبي صلى الله عليه وسلم كان هو الرحمة وذلك ما رواه البخاري في صحيحه في قصة عودة النبي صلى الله عليه وسلم من الطائف حين لم يجيبوا دعوته فعاد محزونا إلى مكة فأتاه جبريل فقال له: "إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم" ثم قال له ملك الجبال: "إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين" فقال نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم: "بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا".

شبهات وافتراءات

إن الإسلام قد وجد طريقه للقلوب وخالطت بشاشته النفوس، ودخل فيه عدد هائل من النصارى واليهود، لأنهم وجدوا في هذا الدين الأصول الصحيحة للرسالات السابقة، فآمنوا بمحمد وموسى وعيسى جميعا صلى الله عليهم وسلم، لكن بقي من هذه الطوائف من حقد على هذا الدين فافترى عليه الكذب وهاجمه بالباطل، ومن بين ما افتروه:

ـ أن الإسلام انتشر بحد السيف.

ـ أن الفتوحات الإسلامية كان هدفها اقتصاديا.

ـ أن التاريخ الإسلامي مليء بالظلم والهضم لغير المسلمين.

وقد فند الكاتب هذه الافتراءات بالحجة والبرهان، وقد ختم كتابه بخاتمة جيدة لخص فيها نتائج بحثه.

رابط التحميل 

الجمعة، 23 أغسطس 2013

نجم الدين أربكان ودوره في السياسة التركية

  نجم الدين أربكان ودوره في السياسة التركية




أصدرت الكاتبة العراقية منال الصالح كتابها الجديد "نجم الدين أربكان ودوره في السياسة التركية" في الفترة ما بين عام1969 - .1997 
تقول الصالح في هذا الكتاب: "لم تثر شخصية تركية من الجدل والاختلاف في النصف الثاني من القرن العشرين ما أثاره السياسي والمفكر الاسلامي نجم الدين أربكان والمعروف في الأوساط التركية باسم (أبو السبع أرواح), 
فتأمل سيرته يقودنا مباشرة الى قول الامام علي بن ابي طالب في كتابه نهج البلاغة " إذا أقبلت الدنيا على احد اعطته محاسن غيره واذا ادبرت عنه سلبته محاسن نفسه". فهذا الرجل أسس خمسة أحزاب سياسية وحكم وسجن وحظر نشاطه السياسي غير مرة وفرضت عليه الاقامة الجبرية والذي ارتقى حتى شاع عنه اصطلاح الظاهرة الاربكانية, وأبدى اعداؤه إعجاباً وخوفاً منه في الوقت نفسه وتحشدت حوله الملايين ليس من الأتراك فحسب ولكن من أرجاء العالم الإسلامي


الأحد، 18 أغسطس 2013

قضية الشعر الجاهلي في كتابات ابن سلام

قضية الشعر الجاهلي في كتابات ابن سلام

محمود شاكر

 


هذا الكتاب هو عبارة عن محاضرة ألقاها الأستاذ محمود شاكر رحمه الله 
 سميت هذه المحاضرة ب( قضية الشعر الجاهلي في كتاب ابن سلام) وهى على صغرها شديدة الأهمية في كشف الوجوه الملثمة التى أحاطت برسالة كتاب ابن سلام ( طبقات فحول الشعراء) والتى أثارت ثلاث قضايا هى :
 القضية الأولى : قضية عمر الشعر الجاهلي الذي وقع إلينا، وهى قضية متفرعة عن اولية الشعر نفسه في لسان العرب. 
القضية الثانية: قضية شعراء الجاهلية المعروفين ، وما انتهى الينا من أشعارهم ومقدار هذا الشعر. 
والقضية الثالثة : قضية وضع الشعر ونحله شعراء الجاهلية  أهى صحيحة أم باطلة؟ 
فإن صحت فأين المنحول في ما وصلنا عن العلماء الرواة من أشعارهم؟ 
وقد قادت رسالة ابن سلام إلى كثير من الشك في صحة الشعر الجاهلى الذي وصل الينا وذلك لأنها لم تفهم على وجهها الصحيح، 
ولم تقرأ كما ينبغي لذا فقد كانت هذه المحاضرة مزيلة للإبهام الذي اكتنف رسالة ابن سلام


السبت، 17 أغسطس 2013

الفكر الليبرالي تحت المجهر

الفكر الليبرالي تحت المجهر



 تعليق من موقع الدرر السنية : كثيرة هي تلك المذاهب الدخيلة والمستوردة التي هبت رياحها من الشرق والغرب, هادفة إلى زعزعة العقائد, والعبث بالأفكار, واستبدال قيمنا الأصيلة العريقة بأخرى مستوردة لا تمت إلينا ولا إلى ديننا وثقافتنا بصلة. ومن تلك الأفكار الهدامة والمذاهب الدخيلة القادمة إلينا من خلف الحدود الفكر الليبرالي الذي ملأ الدنيا ضجيجاً وجعجعة, تسانده في ذلك القوى الغربية وتدعمه العديد من  المنافذ الإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية.
وهذا الكتاب الذي نسلط الضوء عليه هذا الأسبوع يضع الفكر الليبرالي تحت المجهر الشرعي مقدماً رؤية نقدية واضحة لأهم المبادئ الأساسية لليبرالية.
الكتاب تألف من فصلين اثنين:
أما الأول منهما فقد خصصه المؤلف لعرض الملامح العامة لهذا الفكر الدخيل, وقد اشتمل هذا الفصل على أربعة مباحث:
فعن مفهوم الفكر الليبرالي واتجاهاته تحدث المؤلف في المبحث الأول فعرفه لغة واصطلاحاً موضحاً أن المفكرين قد اختلفوا في ضبط تعريفه وإن اتفقوا على وصفه بالحرية, ليتطرق بعد ذلك إلى ذكر اتجهاته المتعددة من ليبرالية كلاسيكية, أو راديكالية فلسفية, أو فكرية, أو دينية, أو اجتماعية, أو براجماتية, أو ليبرالية جديدة, ذاكراً لكل اتجاه من هذه الاتجهات تعريفه الخاص به.
 أما المبحث الثاني فتناول فيه الحديث عن نشأة الليبرالية المصرية باعتبارها الأولى في النشأة والميلاد بالنسبة لمحيطها العربي, وكونها استوردت هذا الفكر من الغرب ولم يكن صنيعة مصرية, ثم انتقل للحديث عن المراحل التي مرت بها الليبرالية المصرية, ثم عوامل ظهورها ومنافذ تسللها إلى مصر فذكر من تلك المنافذ الحملة الفرنسية على مصر, والخبراء الأجانب الذين قدموا إليها, والبعثات العلمية إلى أوروبا, وحركة الترجمة.
ثم يحدثنا المؤلف عن قنوات الفكر الليبرالي في المجتمع المصري في المبحث الثالث من هذا الفصل, فعدد مجموعة من تلك القنوات كالشخصيات التي حملت فكرة الليبرالية ونظرت لها, وقد ذكر مجموعة منهم وترجم لهم, ومن ضمن القنوات التي تطرق لها أيضاً الأحزاب السياسية التي انتهجت النهج الليبرالي كحزب الأمة, وحزب الوفد, وحزب الجبهة الديمقراطية, وحزب الغد الليبرالي, ومن القنوات التي تكلم عنها المؤلف أيضاً منظمات المجتمع المدني, والمنابر الإعلامية والمواقع الإلكترونية. ثم ختم المؤلف هذا الفصل بمبحث رابع ذكر فيه أبرز مبادئ الفكر الليبرالي.
أما الفصل الثاني فيقوم أساساً على تقديم رؤية كلية للمبادئ الأساسية للفكر الليبرالي ناقداٌ هذه المبادئ مع بيان ما يقابلها من مبادئ إسلامية تتميز عنها, وتتفوق عليها, وقد اشتمل هذا الفصل على عشرة مباحث تناولت الحرية الفردية والتعددية, والمجتمع المدني, والمواطنة, والعقلانية, والإنسانية, والنفعية,  والتسامح, ونظرية السيادة والأخلاق, كل هذه الأمور قدمها المؤلف بين رؤيتين الرؤية الليبرالية والرؤية الإسلامية.
بقي أن نذكر أن هذا الكتاب طبع طبعة أولى سابقاً, وهذا طبعته الثانية والتي زاد فيها المؤلف ونقحها, كما أجاز هذا البحث وحكمه مجموعة من كبار أساتذة الأزهر الشريف, فجزى الله المؤلف خير الجزاء ونفع بكتابه الإسلام والمسلمين.


الجمعة، 16 أغسطس 2013

مواجهة المواجهة، المناقشة الإسلامية للأفكار العلمانية وكتب المواجهة

مواجهة المواجهة
المناقشة الإسلامية للأفكار العلمانية وكتب المواجهة

محمد إبراهيم مبروك

 

نُشرهذا الكتاب عام 1994 
وذلك في أوج المواجهة بين النظام والتيارات الاسلامية التي مارست العنف في ذلك الوقت

يقول المؤلف: لقد خيل للعلمانيين - وللملحدين منهم خاصة - أن الفرصة قد واتتهم باشتعال الصراع بين الدولة والإرهابيين لكي ينقضوا على الإسلام ذاته بما يمثله من عقائد وقيم ومفاهيم وهيئات ورموز هل الفرصه واتتهم حقا ؟
أم انهم الذين صنعوها أو على الأقل شاركوا في صنعها؟
خطورة المسألة تاتي من كون العلمانيين بذلك يغلقون كل دوائر الحوار على الإسلاميين فإلى أي أمر يا ترى من الممكن أن تمضي الأمور ؟
لقد كان المحللون يرجعون باللوم على بعض وزرء الداخلية في إشعال الصراع وإيقاد نار الغضب فهل من الممكن مقارنة ما فعله هؤلاء بالدور الخطير  الذي يقوم به العلمانيون الآن في إشعال نار الفتنة ؟؟
لقد أصدر العلمانيون ما أسموه بسلسلة الموجهة أو التنوير فهل كان الأمر أمر فكر وعقلانية ومنهج؟
إن العلمانيين لا يقيمون أي نوع من الحوار العقلاني مع الإسلاميين، فالخطاب العلماني تحكمه مصادرة أساسية يريدون فرضها على الجميع وهي أن الصراع بين الإسلاميين والعلمانيين هو صراع بين أناس تنويريين تقدميين التزموا المنهج العقلاني للمنهج المعرفي وامتلكوا المشروع النهضوي الحضاري المنشود ، وأناس ظلاميين رجعيين أقاموا من عقائدهم الغيبية سورا يحجبهم عن الحقائق الواقعية ولا يمتلكون أي مشروع حضاري سوى الإرهاب وإطلاق الرصاص
هذه هي المصادرة المبدئية التي يريدون فرضها على الإسلاميين.
إننا لن نجاري العلمانيين فيما يقعون فيه من سقوط فكري مزر، كما أن الأمر في هذا الكتاب لا يتعلق بتوجيه خطابنا الفكري إليهم فقط ، ولكننا نوجهه إلى كل من يحاول استشراف معالم المشروع الفكري للصحوة الإسلامية المعاصرة

رابط التحميل 

مداخل إعجاز القرآن

مداخل إعجاز القرآن 

محمود شاكر رحمه الله


نبذة مختصرة عن الكتاب الممتع من تعليق الأخ حافظ حوراني (أحد القراء) عليه
 عندما قررت قراءة هذا الكتاب, كنت أظن انه عن البيان اللغوي و البلاغي في إعجاز القرآن.
عندما بدأت بالقراءة تفاجأت أن موضوع الكتاب بعيد تماما عن موضوع اﻹعجاز اللغوي و البلاغي في القرآن, بل عن تأصيل "علم إعجاز القرآن".

يتتبع العلامة محمود شاكر ظهور لفظة "إعجاز القرآن", و يثبت أنها ككلمة و كمصطلح لم تظهر اﻻ في أواخر القرن الثالث الهجري, و ينبه الى أن مصطلحات ك"إعجاز القرآن" او "معجزات اﻷنبياء" لم ترد أبدا في اﻷدبيات اﻹسلامية في القرون اﻻولى, و لم يرد بها حديث شريف, او رأي أحد من الصحابة أو التابعين, أو تابعي التابعين.

يثبت المؤلف بشكل منهجي و علمي محكم أن مصطلح "إعجاز القرآن" توّلد في خضمّ النقاش و المحاججة في القرن الثالث الهجري حول علم الكﻻم. أول من ألمح إليه, دون أن يسميه كان الجاحظ, حيث دار حول الفكرة لكنها لم يطلق عليها لفظة "إعجاز القرآن" و ﻻ "معجزات اﻻنبياء"

البحث مثير, و معقد في آن معاً.
يتوجب قراءة الكتاب اكثر من مرة للامام بالموضوع.

الكتاب جمعه و قدمه ابن الكاتب, اﻻستاذ فهر محمود شاكر, حيث ان محمود شاكر نثر أفكاره حول "علم إعجاز القرآن" في اكثر من موضع, أحدها كان في تقديمه لكتاب "الظاهرة القرآنية" لمالك بن نبي.

الكتاب يستحق القراءة المتأنية, بل و اعادة القراءة اكثر من مرة.

اسلوب العلامة محمود شاكر مميز, إلمامه الموسوعي مدهش. يضع هذا العﻻمة الفذّ منهجا محكما لدراسة التراث, و استخراج اﻻحكام


خلاصات أهم ما كتب عن الجماعات الإسلامية

خلاصات أهم الكتب عن الجماعات الإسلامية



كتاب خلاصات أهم الكتب عن الجماعات الإسلامية 
أصدر مركز المسبار للدراسات والبحوث في دبي كتاب: "الخلاصات-أهم ما كتب عن الجماعات الإسلامية"، 
وهو كتاب موسوعي في تسعمائة صفحة يعنى بالحركات والجماعات الإسلامية في العالم.
جاء الكتاب كما ذكر رئيس المركز تركي الدخيل في تقديمه في ظرفٍ  "فرضت الحركات الإسلامية نفسها على الإعلام ومراكز البحوث والصحافة، لتكون مثار حديث وجدل، وتفرعت عن إشكالياتها مفاهيم حركية مأخوذة عن التأويلات التي تؤول من خلالها كل جماعة نصوص الإسلام المؤسسة\".وبما أن الكتب التي صدرت في مختلف المكتبات حول الحركات الإسلامية تشكل مرجعاً أساسياً للباحثين قام المركز بإعداد قراءات في بعض الكتب التي تتناول الشأن الإسلامي بمختلف مجالاته، من المؤسسات الدينية إلى الحركات الإسلامية إلى جماعات العنف، إلى الجماعات المتشددة، والمفاهيم القتالية، وهي ملخصات تستعرض أهم ما ورد في الكتاب المتناول، ما بين عرض للفكرة وسرد لتاريخ أو موجز لجماعة أو حركة.يأتي هذا الكتاب ليفتح نافذة في مجال البحث في الجماعات الإسلامية والتي يبحث الناس عن أسرارها ودهاليزها، وتتجه حتى مراكز الأبحاث والإعلام في أوروبا والولايات المتحدة للبحث عن أسرار تلك الجماعات التي هزت العالم. كتاب \"خلاصات\" الذي طبع في مايو 2011 يأتي ليضع خارطةً مختصرة عن كل حركةٍ من الحركات الإسلامية، سواء كانت حزباً سياسياً أو جماعةٍ مسلحة. 


الخميس، 15 أغسطس 2013

التمويل الغربي وشراء الفكر في العالم العربي

التمويل الغربي وشراء الفكر في العالم العربي



تنتشر المراكز البحثية والفكرية في ربوع العالم العربي، ومنذ نشأتها وهناك متلازمة أصلية تصاحبها، وتسبّب لها الكثير من المشكلات وأزمات الثقة، سواء على مستوى الحكومات أو على مستوى الشعوب، وهذه المتلازمة تتمثل في التمويل الغربي الذي تتلقاه بعض هذه المراكز نظير تبني أجندة معينة أو القيام بدراسات بحثية ومقالات فكرية تخدم الهدف العام للممول الغربي، وتحدث نوعًا من التوجيه الفكري لأطياف المجتمع بما يخدم الأفكار الغربية.
وفي أحسن صور هذا التمويل: قبول الممول الغربي لمشروعات من بنات أفكار المراكز المحلية نفسها، ومن ثَم عدم فرض أجندة معينة، ولكنه ينجح في كسر قلم الباحث والمفكر والمركز البحثي بحيث لا يستطيع نقد الدول الغربية الراعية للتمويل الغربي في أوقات الأزمات، مهددًا بكشف حجم التمويل الغربي باعتباره في نظر المجتمع العربي رشوة يحصل عليها الباحث المحلي لتمرير الأجندات الغربية.
خاصة أنه في ضوء هذا التمويل الغربي يتم الدندنة على القضايا العولمية التي تعادي الإسلام، وتصد بقوة أية محاولات تسعى لسيادة الشريعة الإسلامية على شتى مناحي الحياة في العالم الإسلامي.
هذا فضلاً عن الأثر الكبير للتمويل الغربي في تحقيق الأهداف الاستخباراتية والمعلوماتية للدول الغربية، من خلال صناعة ثغرات تمكّنها من التواجد داخل المجتمعات الإسلامية، وإجراء دراسات تعينها على جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات حول تلك المجتمعات الإسلامية، إضافة إلى الاستعانة بالباحثين المحليين من خلال التمويل الغربي لقراءة، وتحليل المعلومات المجمعة أو الظاهرة محل النظر، ومن ثَم تتكون لدى الكيان الغربي معلومات ميدانية موثقة جمعها أهل البلاد الإسلامية بأيديهم، ومرفقة بقراءة ونظرة تحليلية ثاقبة من أبناء تلك البلدان والذين يدركون جيدًا كيف يفكر المواطن العربي، وكل هذا يخدم في النهاية المراكز الفكرية الغربية ووكالات الاستخبارات الغربية في فهم الواقع عن قرب، ومن ثَم رفع التوصيات الدقيقة، والتي في ضوئها يتخذ صانع القرار الغربي قراراته السيادية، والتي تأتي في النهاية في غير صالح العالم الإسلامي، وما احتلال العراق عنا ببعيد.
من هذا المنطلق تحاول هذه الدراسة إلقاء الضوء على ظاهرة التمويل الغربي للمراكز البحثية في العالم العربي، بكل ما يرتبط بها من حيثيات، سواء على مستوى أهداف التمويل ومبررات المانحين، وكذلك نوعيات مؤسسات التمويل، والاقتراب من حجم حركة التمويل الغربي في العالم العربي، وطبيعة جهات التمويل الغربية، مع دراسة حالة بعض المراكز البحثية العربية التي تتلقى تمويلاً غربيًّا. وكل ذلك في ضوء أثر التمويل الغربي على مصالح العالم الإسلامي وهويته الإسلامية

أبحاث في الميدان

أبحاث في الميدان

 


يأتي هذا الكتاب ضمن محاولة نشر الأعمال الكاملة للعلامة الريسوني
يتناول هذا الكتاب مجموعة من الأبحاث، مثل
 مستقبل الإسلام  وإسلام المستقبل
والحرية في الإسلام وأصالتها وأصولها
والاجتهاد المصلحي الفقهي المعاصر مشروعيته ومنهجه
وغيرها من الأبحاث الإسلامية   والمقالات الممتعة



الأربعاء، 14 أغسطس 2013

التعدد التنظيمي للحركة الإسلامية ما له وما عليه

التعدد التنظيمي للحركة الإسلامية ما له وما عليه



مسألة التعدد التنظيمي للحركة الإسلامية إنما هي جزء من مسألة الاختلاف عمومًا، والاختلاف بين المسلمين خصوصًا. فالاختلاف التنظيمي الحركي هو وجه "متطور" من وجوه الاختلاف بين الناس، اختلافهم في تفكيرهم وتدبيرهم وسلوكهم وتمذهبهم.
بل إن الانتماء التنظيمي اليوم هو نوع من التمذهب. ولهذا فالكتابة في موضوع التعدد التنظيمي للحركات الإصلاحية الإسلامية تستدعي التطرق حتمًا إلى بعض "مسائل الخلاف".
وقد حاولت- وأنا أهم بكتابة هذا البحث عن التعدد التنظيمي للحركات الإسلامية- أن أتحاشى التطرق إلى موضوع الاختلاف باعتبار أن عدد من العلماء والباحثين قد تناولوا هذا الموضوع حديثًا.
ولكن اعتبارات عدة قامت في وجهين وحتمت على التعريج على مسألة الاختلاف وتناول موضوعي من خلالها. وأهم تلك الاعتبارات: الارتباط العضوي بين الموضوعين، فكلاهما يتفرع عن الآخر في نوع من التسلسل والدوران، فإن كان التعدد التنظيمي الحزبي يتولد عن الاختلاف فإنه كثيرًا ما تولدت الاختلافات عن التعدد الحركي، وهكذا، الحاجة مازالت ماسة إلى تعالي الأصوات وتزايد الصراخ، تنبيهًا على خطورة المسألة، وتحذيرًا من مخاطرها المدمرة على الأمة الإسلامية وطاقاتها وآمالها وطموحاتها، مسألة الاختلاف، مع كل ما كتب فيها، مازال بها احتياج ومتسع لمزيد من البيان والتحليل، والإضافة والتكميل، يرجى أن تسفر الكتابات الكثيرة في الموضوع، ومن قبل علماء وباحثين متعددين، عن مجموعة من "الإجماعات" في "فقة الاختلاف" وهي إما إجماعات قديمة جرى خرقها ونسيانها، فنعمل اليوم على بعثها وإثباتها وتوضيحها، وتجديد الاتفاق حولها، وترويجها بين المسلمين عامة وفي صفوف الحركات الإسلامية خاصة، وإما جماعات جديدة، وهي الأهم ، تتعلق بما جد بين المسلمين من اختلافات، ومن أشكال جديدة للاختلاف، مع ما أثير حول هذه وتلك من قضايا فكرية تنظيرية، أو لنقل: من مسائل ذات طبيعة أصولية تقعيدية. ولا شك أن مثل هذه الإجماعات الجديدة المرجوة إذا انعقدت واستتبت- وقد بدأ ذلك يحصل- ستصبح أصولًا وقواعد محكمة بين الإسلاميين في خلافاتهم النظرية والحركية، وفي علاقاتهم، ومواقفهم العملية.
فلأجل هذه الاعتبارات مجتمعة سأقف قليلًا عند بعض "مسائل الخلاف" تأسيسًا وتمهيدًا للدخول في موضوع التعدد التنظيمي للحركات الإسلامية.



الشخصية الأمريكية

الشخصية الأمريكية



تشكَّل المجتمع الأمريكي عبر القرون الثلاثة الماضية، ومرورًا بالعديد من تجارب الصراع على السلطة، والحروب الأهلية، والتنافس العرقي، والتمايز الطبقي؛ ليصل إلى ما يُعرف اليوم بالشخصية الأمريكية التي أصبحت تمثل العقل الجمعي للشعب الأمريكي.
يقدم هذا الكتاب عرضًا لسمات الشخصية الأمريكية، وأثر هذه السمات في الواقع السياسي للولايات المتحدة الأمريكية، وخصوصًا ما يتعلق بالقرارات المؤثرة في العالم الإسلامي.
يهتم الكتاب أيضًا بالتعريف بالفوارق الفكرية والنفسية بين الشخص الأمريكي والشخص الأوروبي، وصعوبة جمعهما معًا في نموذج واحد يمكن أن يُطلق عليه «الشخص الغربي» وعدم واقعية ذلك.
لا يهدف الكتاب إلى التركيز على جانب واحد من جوانب الشخصية الأمريكية، وإنما يسعى إلى تقديم رؤية متوازنة وعادلة وواقعية لهذه الشخصية ومختلف جوانبها، والآثار السياسية للسمات المشتركة للشخصية الأمريكية.

الثلاثاء، 13 أغسطس 2013

الخيارات السياسية للتيارات السلفية


الخيارات السياسية للتيارات السلفية



لقد كانت ثورة يناير لحظة فارقة  في تاريخ مصر
لم تقتصر نجاحاتها على إسقاط نظام ديكتاتوري طالمل قهر المصريين وأفقرهم وأمرضهم وعذبهم ، بل كانت كذلك نقطة كاشفة لحقيقة الشعب المصري بمختلف أفكاره وتياراته المتشعبة 
منذ تلك اللحظة بدأت حلقة جديدة من الحراك السياسي داخل المجتمع المصري وظهر فيه التيار السلفي كأحد اللاعبين الجدد في الساحة السياسية 

اهمية الكتاب تبدو في النقاط التالية:
1- طبيعة المرحلة التاريخية التي تمر بها مصر
2-  طرح ومناقشة الآراء المختلفة التي تؤيد والتي تعارض المشاركة 
3- أهمية المشاركة السياسية للسلفيين في العمل السياسي




الجمعة، 9 أغسطس 2013

حقائق حول أزمة الخليج أو كشف الغمة عن علماء الأمة

حقائق حول أزمة الخليج 
 كشف الغمة عن علماء الأمة


هو سفر بن عبد الرحمن بن أحمد بن صالح آل غانم الحوالي - تقع حوالة في جنوب الجزيرة العربية - أحد علماء أهل السنة والجماعة في السعودية، له حضور إعلامي وثقافي واجتماعي على الصعيد العربي والإسلامي. أشار إليه بعض المفكرين الغربيين في كتاباتهم مثل هانتنجتون الباحث الصهيوني الذي كتب "صدام الحضارات" فأشار إلى الحوالي في مقاله الأول، ومن الذين كتبوا عنه دراسات الباحث والخبير الأميركي المعروف في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية "كوردسمان" والذي خصص جزءا من الدراسات عن السعودية حول كل من سفر الحوالي وسلمان العودة، بالإضافة إلى العديد من التقارير ومنها تقارير مجموعة الأزمات الدولية التي أشارت إلى الحوالي ودوره السياسي والفكري.

تلقى تعليمه الابتدائي في القرية المجاورة فحصل على الشهادة الابتدائية من : المدرسة الرحمانيه بقذانة، ثم التحق بمعهد بلجرشي العلمي فأنهى دراسته خلال خمس سنوات، بعدها سافر إلى المدينة المنورة ودرس في كلية الشريعة بالجامعة الإسلامية وحصل على شهادته الجامعّية منها ، ثم أوفدته الجامعة إلى جامعة الملك عبد العزيز ( أم القرى حالياً ) بمكة المكرمة لإكمال دراساته العليا في قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة، ثم حصل على شهادة الماجستير مع مرتبة الشرف الأولى وأذن بطبع الرسالة من الجامعة وكان عنوان رسالته ( العلمانية وأثرها في الحياة الإسلامية )،حصل على الدكتوراه ، مع مرتبة الشرف الأولى كذلك ، عن رسالته التي كانت بعنوان ( ظاهرة الإرجاء في الفكر الإسلامي ) وقد تولى الإشراف على الرسالتين فضيلة الشيخ/ محمد قطب.

عمل رئيساً لقسم العقيدة والمذاهب المعاصرة بجامعة أم القرى لفترتين رئاسيتين ( مكونة من ثمان سنوات )، واختير حالياً أميناً عاماً للحملة العالمية لمقاومة العدوان ، إضافة إلى مشاركته في العديد من الهيئات واللجان الدعوية والعلميّة .


برز الحوالي مع حرب الخليج 1990 وفاجئ الجميع بجرأته وبخطابه السياسي المتقدم، إذ لم يكتف برفض الاستعانة بالقوات الأميركية في هذه الحرب بوضوح شديد متحدياً السلطة والمؤسسة الدينية التقليدية، ومحركاً المياه السلفية الراكدة، بل قدم رؤية سياسية متميزة وجديدة على الخطاب الإسلامي برمته تتبع فيها تطور المخططات الغربية والأميركية لاحتلال الخليج العربي منذ حرب أكتوبر عام 1973 وألف كتاباً مهماً يتضمن مناشدة لعلماء السعودية الكبار آنذاك - ابن باز وابن عثيمين - ويحتوي الكتاب رصداً للمخططات الأميركية بعنوان "وعد كيسنجر والأهداف الأميركية بالخليج"، بل توقع الحوالي بأن الولايات المتحدة ستقوم حتماً بعمل يضمن مصالحها ووجودها المباشر في الخليج العربي قبل وقوع الأحداث وقبل غزو الكويت وذلك بمحاضرة له بعنوان "العالم الإسلامي في ظل الوفاق الدولي".

وعندما مرض ونُقل إلى المستشفى (3 جمادى الأول 1426، الموافق 10 يونيو 2005)، أخذ الناس يتناقلون الخبر بصورة مذهلة للغاية، حتى إن الدكتور محمد الحضيف وهو من المحسوبين على رموز ما يسمى بالتيار الصحوي في السعودية ينقل خبراً مفاده بأن عدد رسائل الجوال التي تم تداولها في يوم الجمعة، وبعد مرض الشيخ، أكثر من مليوني رسالة وهو ما يزيد عن عدد الرسائل المتداولة خلال أيام الجمعة للستة أشهر الماضية حينها.


الأحد، 4 أغسطس 2013

السياسة الشرعية حالة غياب حكم إسلامي عن ديار المسلمين

السياسة الشرعية حالة غياب حكم إسلامي

عن ديار المسلمين



كتاب رائع ورسالة دكتوراة  تبحث قضية في غاية الأهمية
نبذة الناشر:
يعرض لأقوال الفقهاء المسلمين المتقدمين في حالات غياب الحكم الشرعي، وآراء المفكرين والمجتهدين المعاصرين وتوجهات الجماعات الإسلامية، والخلوص بعد المقارنة والترجيح بين تلك الآراء إلى تكييف فقهي لواقعنا المعاصر الذي يغيب الحكم بالإسلام عنه، والبحث عن القواعد الشرعية المناسبة التي تحكم تصرفات الأفراد والجماعات المسلمة في ذلك الواقع، وبالأخص في مسائل الحكم والجهاد والقضاء وما يندرج تحت باب (السياسة الشرعية)؛ عسى أن تكون هذه الأطروحة مفتاحًا للاتفاق حول بعض القضايا الأساسية بين أصحاب الحل الإسلامي من أجل التحرك جميعًا نحو الهدف المنشود في إعادة شريعة الله حاكمة ومنيرة لحياة البشرية جميعًا. كما يستعرض الكتاب أحوال المسلمين قديمًا وحديثًا وما آلت إليه أوضاعهم بسبب إقصائهم شرع الله تعالى.

السبت، 3 أغسطس 2013

تأملات في الثورات العربية

تأملات في الثورات العربية





عندما نتقدم بعقلية رصينة لتقييم هذه الظاهرة التي تعم المشهد العربي الآن تثور لدينا عدة تساؤلات لابد وأن نجيب عنها بين يدي محاولة بناء فقه الثورات الشعبية. ومن قبيل الأسئلة التي تثور أمامنا: كيف يمكن أن نعرف ونصنّف الثورات الشعبية؟ وهل يمكن النظر إليها بمعيار التمييز عن الفتن؟ وما هي ملامح الفارق بين الثورة الشعبية والفتنة؟ أين يلتقيان؟ وأين يفترقان؟
وكذا تثور تساؤلات حول: ما الفروق بين الثورات الشعبية والانقلابات العسكريّة؟ وهل يمكن النظر إليها في إطار فضاء العصيان المدنيّ؟ ومتى يصبح العصيان المدنيّ ثورة شعبيّة؟ وما الأسباب التي تؤدي إلى احتقان الشعوب وتوترها في أجيال مختلفة لتنفجر فيما بعد فيما يعرف بالثورات الشعبيّة؟ وما هي الشروط التي تتوافر في الشعوب التي تفجّر ثورات شعبيّة؟ وما تأثير العوامل التالية في تهيئة الناس للانخراط في ثورات شعبيّة؟
وأخيرا تثور التساؤلات: كيف نقيّم عمليّات المشاركة في مختلف العناصر في الثورات الشعبيّة؟ وهل يمكن لثورات شعبيّة أن تفرز قيادتها في الثورة وفي البديل الَّذِي تقدمه لمن ثارت عليه من بين صفوفها؟ أم أنّها مهدّدة دائمًا باقتناص بعض الانتهازيين والطامعين فيها في مراحلها الأخيرة وتحويل اتجاهها إلى مصالحهم؟ وهل يمكن لهذا المحظور المظنون أن يخذّل عن المشاركة في هذه الثورات؟
 ما المراد بالثورة الشعبية؟
الثورة الشعبية هي ثورة وانفجار يقوم به شعب مظلوم مضطهد سلبه مستبد أو مستبدون حقوقه الخاصة والعامة، أو تدخلوا فيها بشكل يؤدي إلى مصادرتها وحرمان أصحابها منها، وسلبوا مع ذلك خصوصيات أبناء الشعب، وانتهكوا حرماته، وجعلوا منه كلًّ على المستبد؛ يتلاعب به كيف يشاء، يستعلي عليه وحاشيته، ويتسلطون على ماله وبشرته وسائر حقوقه وشخصيته. وليس له أن يرفض أو يستنكر أو يجترئ بالشكوى؛ لأن المستبدين يرون أنه وماله وعرضه وكل مقدراته مِلك خاص للمستبد، له أن يتصرف به كيف يشاء.
وحين يجد الإنسان أنه قد فقد كيانه وحقيقة إنسانيته واستلب لصالح المستبد وسخّر لصالح أعوانه ونظامه يحتقن كل ما لديه من عوامل غضب ورفض لينتظر لحظة تاريخية أو لحظة فارقة ينفجر فيها بوجه ذلك الطاغية دون مبالي بتهديداته ولا تهديدات أعوانه.
ومن أهم نماذج الثورات الشعبية التي سجلها القرآن الكريم نموذج ثورة بني إسرائيل ممثلين بالسحرة في وجه فرعون حين خروا ساجدين، وقالوا آمنا برب موسى وهارون، فدهش الطاغية وفقد صوابه، ونسي أنهم من أعوانه الذي كان يعتمد عليهم قبل لحظات، فإذا به يقول: "آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى (71) قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (72) إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى" (طه:71-73)، فترى ذلك الخانع الذي كان يسترضى فرعون بشتى الطرق ويسأله عن الأجر الذي سيتقاضاه إذا هزم موسى وإذا به يتحول إلى إعصار في وجه فرعون، ومثل ذلك ثورة أصحاب البروج.
والثورات الشعبية ليست بطائفية ولا حزبية ولا طبقية ولا فئوية لأن المفروض بها أن تضم سائر الفئات الشعبية المضطهدة دون نظر إلى انتماء طبقي أو حزبي أو طائفي أو ما إليها، فإن هي لم تتصف بهذه الصفة فيمكن أن يطلق عليها اسم آخر،  تسمى انتفاضة حزبية أو طائفية أو عمالية أو ما إلى ذلك.

الإطار العربي كوعاء للثورة.. تاريخ
بلادنا العربيّة المحيطة بـ"إسرائيل" كانت تعيش في ظلّ نظام عثمانيّ أنقذ بقاياها من غزوات متصلة من الصليبيّين ثم المغول، وأعاد جمعها تحت رايته موظفًا الانتماء المشترك إلى الإسلام، وبعد عقود أربعة من حكم العثمانيّين وتراجع الدولة العثمانيّة في الداخل والخارج أمام المدّ الأوروبيّ؛ بعد اكتشاف طرق المواصلات الحديثة البريّة والبحريّة، وقبلهما اكتشاف البارود، حاولت الدولة العثمانيّة اللّحاق بأوروبا بأشكال مختلفة لكنها كانت متأخّرة، ولذلك فقد أصبحت محاولات التحديث بالدولة العثمانيّة محاطة باستمرار بعوامل إفشال وفشل لم تسمح لها بأن تؤتي نتائج مثل النتائج التي حصلت أوروبا عليها أو أقل منها بكثير.
والأكثر من ذلك، أن أدت تلك المحاولات إلى بروز إشكالات جديدة عديدة أدت إلى تعميق التفكك في المجتمعات التقليديّة وبناها التحتيّة وصناعاتها التقليديّة؛ دون أن تتمكن من نقل الحداثة ودخول العصر وتحديث البلاد، فلا هي حافظت على مكان ولا حصلت على مَا تطلعت للحصول عليه. وقد فشلت محاولات مُحَمَّد علي في مصر، وإصلاحات خير الدين التونسيّ، كما فشلت محاولات سليم الثاني ومحاولات أخرى بأنحاء مختلفة من العالم الإسلامي.
فيما يتعلق بالنظام العربيّ؛ كانت الحرب العالميّة الأولى وانضمام تركيا العثمانيّة إليها بمثابة الرمق الأخير الَّذِي لفظت الخلافة العثمانيّة أنفاسها بعده، وبعد أن انتصر الحلفاء على ألمانيّا وحلفائها ومنهم الأتراك، وجاءت ثورة (9 شعبان 1916) لتمهّد لقيام نظام عربيّ جديد في ظلّ نظام دوليّ تولت قيادته بريطانيا وفرنسا وتحوّل العالم العربيّ إلى دويلات مستقلة أو تحت الحماية أو الانتداب أو النفوذ لبريطانيا أو فرنسا، فأقيمت ممالك وسلطانات وحكومات هشّة وزّع عليها التاريخ العربيّ كما وزّعت من قبل ذلك عليها الجغرافيّا، ولو مع كمّ هائل من مشكلات حدوديّة، وخلال ذلك أعطى وزير خارجيّة بريطانيا بلفور عام (1917) وعده لقيادات الحركة الصهيونيّة بفتح أبواب الهجرة لفلسطين تمهيدًا لقيام دولة إسرائيل فيها.
ومنذ ذلك التاريخ وما عُرف بالنظام العربيّ الرسميّ الَّذِي تقاسمته اثنتان وعشرون دولة وحكومة من صغيرة إلى كبيرة، ومن فقيرة إلى غنيّة يعاني من مجموعة من التناقضات والمشكلات والأزمات التي حرمته رغم الموارد البشريّة والماديّة والمواقع الجغرافيّة المتميزة من أبسط الحقوق التي يستحقها، ومع ذلك فقد حاولت تلك الحكومات المنضوية في إطار ذلك النظام أن تأخذ أشكال الدولة وأن تصنع مجموعة مؤسّسات تشير إلى أنّها دولة بالفعل، ملك أو رئيس أو شيخ أو سلطان ودستور ومجلس أمّة أو شورى أو كلاهما، وجيش وشرطة ووزراء ومجالس وزاريّة يُبالغ في أعدادها أحيانًا ويقتصد بحسب ظروف كل بلد والموازنات والترضيات التي يحرص على القيام بها.
أمّا الجيوش فقد أقبلت على تشكيلها الحكومات، وأحسنت الشعوب استقبالها وأيدتها وشجّعتها على ذلك؛ لأنّ بها تعبير عن ذكريات كامنة في الثقافة تشير إلى معاني القوة والمنعة وما إلى ذلك، وكان الناس يشعرون بالسعادة حينما يكونوا لدى الأسرة والعشيرة أو الحي بعض الضباط أو الرجال الذين ينخرطون في السلك العسكريّ.
وبالنسبة للغرب كان حريصًا أن لا تأخذ هذه الجيوش مداها في البناء والتنظيم والتسليح؛ لأنّه لم يكن واثقًا من أنّ الشعوب العربيّة لن يأتيها يومًا تسترد فيه وعيها وتنتبه لتميز هويّتها، وآنذاك قد تصبح هذه الجيوش خطرًا على الوجود الغربيّ، ومصالح الغرب ونفوذه في المنطقة، ولذلك حرص الغرب على أنّ تكون هذه الجيوش دائمًا في حاجة إليه في تسليحها وتدريبها وتكوينها، فذلك هرم يضمن له منع أيّ ضرر محتمل قد يأتيه من ناحيتها. بل إنّ الغرب اعتبر وجود تلك الجيوش في بعض البلدان وسيلة ناجحة نافعة له لتغريب عناصر لا يمكن للنظم التعليميّة أن تقوم بتغريبها أو تهيئتها لدخول العصر.
إن القطاع الغالب من أبناء القبائل في بعض البلدان ورثوا نفرة ورفضًا للانخراط في الجيش لأسباب عديدة. وهؤلاء قد يحافظون على تقاليدهم القبليّة وأنماط حياتهم، ويبتعدون عن قبول تقاليد الحداثة الغربيّة. والقبائل في بعض البلدان مثل العراق كانت بطبيعتها تعيش حالة تحالف بين القيادات القبليّة وعلماء الدين والقادة السياسيّين. وهذا التحالف كثيرًا مَا يؤدّي إلى متاعب للدول الراغبة في بسط نفوذها على هذا البلد أو ذاك من بلداننا العربيّة، فكانت عمليّة فك الارتباط بين زعماء القبائل ورجال الدين هدفًا يسعى إليه المحتلون أو أصحاب النفوذ في بعض الممالك الجديدة، فشعروا أنهم بذلك سيتمكنون من تغيير الولاءات. فبدلا من أن يكون ولاء أبناء القبائل لشيوخ عشائرهم أو قبائلهم؛ يكون الولاء للضباط والقائد، وتكون المجموعة العسكريّة فوجًا أو فصيلة أو سريّة هِيَ البديل عن القبيلة، وفي الوقت نفسه يكون الجيش مستودعًا قادرا على أن يقدم بدائل عن الحكام الذين يفشلون في الهيمنة على شعوبهم أو تنفيذ السياسات المختلفة المتفق عليها مع تلك الدول الحليفة أو ذات النفوذ في بلداننا.

الجمعة، 2 أغسطس 2013

مصادر السيرة النبوية ومقدمة في تاريخ تدوين السيرة

مصادر السيرة النبوية

 ومقدمة فى تاريخ تدوين السيرة

 

تعريف بالمؤلف :
والده هو الدكتور يسري محمد سلامة الأستاذ بكلية الآداب بجامعة الإسكندرية، وجامعة الإمام محمد بن سعود، ووالدته الشاعرة الإسكندرانية عزيزة عبد الوهاب كاطو، وهما اللذان حببا إليه العربية والتراث، واتاحا له التربية الإسلامية السلفية على يد الدكتور محمد إسماعيل المقدم مؤسس المدرسة السلفية بالاسكندرية..

- شارك الدكتور محمد يسري سلامه في ثورة 25 يناير، وكانت آراؤه ثورية تتعارض بشكل كبير مع الاتجاه السلفي الذي نشأ وتربى فيه حيث قام بعض مشايخ الدعوة السلفية بتحريم الخروج عن الحاكم، ورفض المظاهرات. إلا أن محمد يسري سلامة هاجم هذه الآراء. رفض الاستفتاء على التعديلات الدستورية في 19 مارس 2011، وطالب بإبعاد المجلس العسكري عن الحياة السياسية، كما أنتقد جماعة الإخوان المسلمين عندما وصلوا إلى الحكم..

-انضم إلى حزب النور السلفي، وأصبح المتحدث الرسمي باسم الحزب و استقال منه في 18 أغسطس 2011، بدأ في تأسيس حزب الدستور مع مجموعة من السياسين و الشخصيات الوطنيه كدكتور محمد البرادعي وجورج اسحاق وأحمد حرارة و غيرهم..

- قام الدكتور محمد يسري سلامة بتأليف العديد من الكتب والمقالات المهنية، وبتحرير العديد من المخطوطات العربية في الصحف المصرية المتميزة مثل الشروق، والمصري اليوم، والدستور (الأصلى)..

من أشهر مؤلفاته:

"معجم ما طبع من مصنفات شيخ الإسلام ابن تيمية، ومعه مقدمة في التاريخ لنشر تراث شيخ الإسلام"
"التعريف بابن تيمية للشيخ محمد أبو زهرة"
"النشأة العلمية لابن تيمية وتكوينه الفكري للمستشرقين هنري لاووست"
"رياض الأزهار في معاني الألفاظ الشرعية والأدعية والأذكار"
"القولُ النَّصيح لِمَن ردَّ حديثَ الصحيح دراسةٌ فيما كتبه الشيخ علي حشيش وطعنِهِ في حديث الزُّهري في بَدْءِ الوحي"


رحمة الله على الثائر الحق المخلص المحترم د. محمد يسرى سلامه


قدم له د بشار عواد معروف ؛ ومما قاله فى مقدمته عن الكتاب :
( ولعل هذا الكتاب الذى يسعدنى تقديمه لأهل العلم من الدراسات الجادة التى قل نظيرها ، فهو ينبئ آثر ذى أثير عن مؤلف آتاه الله بسطة فى العلم وذخيرة منه ، مع شحذ الهمة ، وتصحيح العزم وثبات النية ، فقد نهض بأعبائه على ثقلها أتم نهوض ، ولم يدع له خلة إلا سدها ، فجاءت شواهده ساطعة ، وبراهينه لائحة ، ودعاويه موافقة . ابتدأ الدكتور محمد يسرى كتابه الماتع .....
ثم قال : ....وختم الدكتور الباحث كتابه النفيس ......
ثم قال : ... فكانت خاتمة مسك لهذا الكتاب الذى كثرت محاسنه ، وجلت فضائله ، وسمت معانيه . ) وقد اختصرت كلاما حتى لا يطول المقام .

4 رياض الأزهار في ماعني الألفاظ الشرعية والأدعية والأذكار ..دار التوحيد للتراث

5 معجم ما طبع من مصنفات شيخ الإسلام ابن تيمية ومعه مقدمة في التاريخ لنشر تراث شيخ الإسلام والتعريف بابن تيمية للشيخ محمد أو زهرة والنشأة العلمية لابن تيمية وتكوينه الفكري للمستشرقين هنري لاووست ...دار التوحيد

6 القولُ النَّصيح لِمَن ردَّ حديثَ الصحيح دراسةٌ فيما كتبه الشيخ علي حشيش وطعنِهِ في حديث الزُّهري في بَدْءِ الوحي
والحمد لله أولا وآخرا ، وإنى سائل من انتفع بهذا الكلام الدعاء للشيخ لعل الله يرضى عنا وعنكم جميعا .