صحوة التوحيد - دراسة في أزمة الخطاب السياسي الإسلامي
صحوة التوحيد
دراسة في أزمة الخطاب السياسي الإسلامي
بدأت صحوة
التوحيد على يد مناهضي فكر الاستبداد والتغلب والاستئثار بالولاية على
البشر، مهما ادعى هؤلاء البشر من حق فيما يحملونه؛ فالعبرة بفرض الحق عبر
رضا الأمة المعصومة واختيارها، وليست العبرة بفرض الحق بالتسلط والإكراه
بجماعة أو فئة تدعي العصمة. إنها صحوة تهدد كل من به شبق الولاية والتحكم
في مصير البشر…
ومن
يظنَّ أن قيام التوحيد يقوم بملاحقة البدع والخرافات، فهو يسعى بذلك إلى
إقامة جزء من التوحيد، وهو إقامة القسط. وإقامة القسط لا معنى لها ما لم
تكن في مواجهة الطغيان البشري، الذي يمثّل الإنسان مصدره الأول.
صحوة
التوحيد ستعيد ترتيب حياة الإنسان المسلم من جديد؛ لتجعله صالحاً في نفسه
ليعبد ربه لا شريك له بلا قيود، هي صحوة وهي تجديد في الخطاب الفقهي
والعقدي والسياسي، بعد صحوة جزئية كرست مفاهيم التفرد ولم يكتمل نموها ولم
يستفد من حراكها وموجهاتها إلا التغلب والتفرد فإذا بها تزيد من ضراوة
الجور وتخلف الإنسان.
فلا
إله إلا الله ولا معبود بحق إلا الله، هذه العبارة تمثل القيمة الكبرى
للتوحيد وهي ركن الإسلام الأول، ومن دونها لا أمل في التغيير والإصلاح.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق