صراع المصالح في بلاد الرافدين
أصدرت مجلة البيان دراسة سياسية تعالج الأزمة العراقية بعنوان"صراع المصالح في بلاد الرافدين"، تأليف:أحمد فهمي ..
وتتناول الدراسة صراع الأجندات على الأرض العراقية بين الاحتلال الأمريكي والنفوذ الإيراني والطموح الشيعي العراقي، من خلال هدف إقامة دولة شيعية في جنوب العراق... هل يمثل ذلك الهدف نقطة تلاقي أم اختلاف بين المتصارعين؟
وتتناول الدراسة صراع الأجندات على الأرض العراقية بين الاحتلال الأمريكي والنفوذ الإيراني والطموح الشيعي العراقي، من خلال هدف إقامة دولة شيعية في جنوب العراق... هل يمثل ذلك الهدف نقطة تلاقي أم اختلاف بين المتصارعين؟
وما هو
القدر الذي تتفق عليه الأطراف الثلاثة في هذا المجال؟
يقول المفكر الإستراتيجي الأمريكي زبغنيو بريجينسكي :" لعل فضل الحرب الوحيد أنها جعلت العراق مقبرة لأحلام المحافظين الجدد". (الفرصة الثانية، ثلاثة رؤساء وازمة القوة العظمى الأمريكية، تأليف زبغنيو برجينسكي، ص 163)
كان المحافظون الجدد يخططون لجعل العراق حجر الأساس في مشروع الشرق الأوسط الجديد، لكنه تحول إلى شاهد على قبر المحافظين الجدد ........
يعتقد كثيرون أنه لفهم حقيقة ما يجري في العراق لابد من المتابعة اليومية للأحداث، وهذه أول خطوة يمكن أن تؤدي إلى البعد عن الحقيقة، لا يمكن الاعتماد على المتابعة اليومية لتكوين تصور عام وفهم ما وراء الكواليس، والأسباب كثيرة، منها: أن ما يسمى متابعة يومية للأحداث ليس إلا متابعة جزئية ناقصة، ومنها: أنه لا توجد وسيلة إعلام واحدة قادرة على تغطية أكثر من 10 % مما يجري فعلا على الأرض، ومنها: أن عشرات الأحداث والمواقف التي تجري يوميا في العراق لا تعتبر ضمن الأخبار التي تحرص وسائل الإعلام على تغطيتها رغم كونها محورية في تكوين التصور العام، ومنها: أن ذاكرة الرأي العام العربي لا تمتلك القدرة على اختزان الكم الهائل من الأخبار والمعلومات التي يتلقاها يوميا عن العراق، وبالتالي سيتم تكوين التصور من خلال بقايا الذاكرة العشوائية ومعطيات الحالة الآنية......
إن الصراع في العراق له طابع معقد، تتداخل فيه المصالح إلى مدى بعيد ويصبح من العسير تحديد أي عمل أو موقف أو حدث: هل هو لمصلحة هذا الطرف أم ذاك، كافة الخيارات والمواقف يمكن نسبتها لجميع الأطراف، الانسحاب الامريكي من العراق، هل في مصلحة الولايات المتحدة، أم ضدها، هل في مصلحة إيران أم لا؟ ....
لن نستطيع فهم منظومة الصراع المعقدة في العراق دون تحليل هذه الإشكالات، وهذا ما تحاول أن تقدمه هذه الدراسة من خلال تتبع قضية تأسيس دولة شيعية في العراق.....
تستخدم الدراسة بصورة أساسية مقاربة تاريخية في تحليل الأحداث المعاصرة التي يمر بها العراق، هذه المقاربة لم تُسرد مرة واحدة –كما هو المألوف- في بداية الدراسة، ولكن توزعت في ثنايا الموضوعات والقضايا الجزئية، وأحسب ان ذلك يقدم رؤية أكثر توازنا......
إن التعامل مع قضايا غير منطقية يسبب حيرة بالغة في التوصل إلى نتائج دقيقة، وشيعة العراق يمثلون اليوم نتاجا تراكميا لأحداث وقعت طيلة أربعة عشر قرنا، تداخلت فيها السياسة مع العقيدة، بحيث ان الحماسة التي جعلت شيعة العراق يعتزلون الدولة والسلطة والأمة تحت شعار "انتظار الغائب"، هي نفسها الحماسة التي ينطلقون منها اليوم للاستيلاء على كل سلطة وصلاحية في العراق، أيضا تحت شعار انتظار الغائب......
ويرحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية، الذي قال:" المرأة إذا غاب عنها وليها، زَوَّجها الحاكم أو الولي الحاضر لئلا تفوت مصلحة المرأة بغيبة الولي المعلوم الموجود، فكيف تضيع مصلحة الأمة مع طول هذه المدة، مع هذا الإمام المفقود؟، (منهاج السنة النبوية ن ج1 ص 123) شيعة العراق اليوم يحنرمون الغائب إلى درجة السعي للقيام بدوره، وإن كانت الثورة الإيرانية قدمت بين يديها تأصيلا نظريا تمثل في "ولاية الفقيه"، فإن شيعة العراق ينطلقون في مسعاهم الثوري بدون أي تأصيل نظري، وتلك إشكالية كبرى......
يقول المفكر الإستراتيجي الأمريكي زبغنيو بريجينسكي :" لعل فضل الحرب الوحيد أنها جعلت العراق مقبرة لأحلام المحافظين الجدد". (الفرصة الثانية، ثلاثة رؤساء وازمة القوة العظمى الأمريكية، تأليف زبغنيو برجينسكي، ص 163)
كان المحافظون الجدد يخططون لجعل العراق حجر الأساس في مشروع الشرق الأوسط الجديد، لكنه تحول إلى شاهد على قبر المحافظين الجدد ........
يعتقد كثيرون أنه لفهم حقيقة ما يجري في العراق لابد من المتابعة اليومية للأحداث، وهذه أول خطوة يمكن أن تؤدي إلى البعد عن الحقيقة، لا يمكن الاعتماد على المتابعة اليومية لتكوين تصور عام وفهم ما وراء الكواليس، والأسباب كثيرة، منها: أن ما يسمى متابعة يومية للأحداث ليس إلا متابعة جزئية ناقصة، ومنها: أنه لا توجد وسيلة إعلام واحدة قادرة على تغطية أكثر من 10 % مما يجري فعلا على الأرض، ومنها: أن عشرات الأحداث والمواقف التي تجري يوميا في العراق لا تعتبر ضمن الأخبار التي تحرص وسائل الإعلام على تغطيتها رغم كونها محورية في تكوين التصور العام، ومنها: أن ذاكرة الرأي العام العربي لا تمتلك القدرة على اختزان الكم الهائل من الأخبار والمعلومات التي يتلقاها يوميا عن العراق، وبالتالي سيتم تكوين التصور من خلال بقايا الذاكرة العشوائية ومعطيات الحالة الآنية......
إن الصراع في العراق له طابع معقد، تتداخل فيه المصالح إلى مدى بعيد ويصبح من العسير تحديد أي عمل أو موقف أو حدث: هل هو لمصلحة هذا الطرف أم ذاك، كافة الخيارات والمواقف يمكن نسبتها لجميع الأطراف، الانسحاب الامريكي من العراق، هل في مصلحة الولايات المتحدة، أم ضدها، هل في مصلحة إيران أم لا؟ ....
لن نستطيع فهم منظومة الصراع المعقدة في العراق دون تحليل هذه الإشكالات، وهذا ما تحاول أن تقدمه هذه الدراسة من خلال تتبع قضية تأسيس دولة شيعية في العراق.....
تستخدم الدراسة بصورة أساسية مقاربة تاريخية في تحليل الأحداث المعاصرة التي يمر بها العراق، هذه المقاربة لم تُسرد مرة واحدة –كما هو المألوف- في بداية الدراسة، ولكن توزعت في ثنايا الموضوعات والقضايا الجزئية، وأحسب ان ذلك يقدم رؤية أكثر توازنا......
إن التعامل مع قضايا غير منطقية يسبب حيرة بالغة في التوصل إلى نتائج دقيقة، وشيعة العراق يمثلون اليوم نتاجا تراكميا لأحداث وقعت طيلة أربعة عشر قرنا، تداخلت فيها السياسة مع العقيدة، بحيث ان الحماسة التي جعلت شيعة العراق يعتزلون الدولة والسلطة والأمة تحت شعار "انتظار الغائب"، هي نفسها الحماسة التي ينطلقون منها اليوم للاستيلاء على كل سلطة وصلاحية في العراق، أيضا تحت شعار انتظار الغائب......
ويرحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية، الذي قال:" المرأة إذا غاب عنها وليها، زَوَّجها الحاكم أو الولي الحاضر لئلا تفوت مصلحة المرأة بغيبة الولي المعلوم الموجود، فكيف تضيع مصلحة الأمة مع طول هذه المدة، مع هذا الإمام المفقود؟، (منهاج السنة النبوية ن ج1 ص 123) شيعة العراق اليوم يحنرمون الغائب إلى درجة السعي للقيام بدوره، وإن كانت الثورة الإيرانية قدمت بين يديها تأصيلا نظريا تمثل في "ولاية الفقيه"، فإن شيعة العراق ينطلقون في مسعاهم الثوري بدون أي تأصيل نظري، وتلك إشكالية كبرى......
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق