محمد صلى الله عليه وسلم
في الكتاب المقدس
عبدالأحد داود الكلداني
يقول المؤلِّف في مستهلِّ كتابه: أُريد أن
أوضِّح أنَّ الآراء التي ستنشر في هذا البحث هي آرائي الشَّخصية، وأنا
مسؤول عنها، إنَّني أُصرِّح بأنه لا يوجد لديَّ أية نَزْعة لجرح مشاعر
أصدقائي النَّصارى؛ لأنَّنِي انطلاقًا من الإيمان، أُحِبُّ المسيح عيسى ابن
مريَم، وإبراهيمَ، وموسى - عليهم السَّلام - كما أحبُّ محمدًا - صلَّى
الله عليه وسلَّم - وجميع الرُّسل والأنبياء - عليهم السَّلام - قال الله -
عزَّ وجلَّ -: ﴿ قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ
وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ
وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ
مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ
أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 84].
وكذلك لا أريد أن أفتح بابًا للخلافات
الحادَّة بيني وبين الكنائس، إلاَّ أنَّني أدعوهم إلى بَحْث وُدِّي هادئ،
حول هذا الموضوع المهم بروح المَحبَّة والنَّـزاهة، وإذا أراد النصارى أن
يتركوا ما هم عليه، ويعتقدوا بوحدانيَّة الله المطلقة، فمن الممكن بل من
المؤكَّد أن يجمع الطَّرَفين قدْرٌ مشترَك؛ لأنَّه إذا اتَّفَق الطَّرَفان
على توحيد الله - عزَّ وجلَّ - عندئذٍ يبقى إمكانٌ قويٌّ لِحلِّ الاختلافات
في زوايا النظر المختلفة.
مؤلِّف الكتاب: عبدالأحد داود، كان قسًّا كاثوليكيًّا روميًّا، اسْمه "بنيامين الكلداني"، اعتنق الإسلام بعد بَحْث وتأمُّل، وعن وعْيٍ واقتناع، فكان من القِلَّة الخيرة المؤمنة، من أهل الكتاب الموصوفة من الله بقوله: ﴿ لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ * يُؤْمِنُونَ
بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ
وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ
وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ ﴾ [آل عمران: 113 - 115]، فقد آمن عبدالأحد إيمانًا صادقًا عميقًا، وانضمَّ إلى الصفِّ المسْلِم، وقام بالدِّفاع عن الإسلام ورسوله.
نبذة موجزة عن معالم حياته:
• وُلِد عبدالأحد داود عام 1867م بأرميا بدولة "فارس"، ودرس الديانة الكاثوليكيَّة منذ الصِّغَر، وتفوَّق فيها.
• التحق في سنة 1892م بكلية "فايد" للدراسات الدينية والفلسفية بروما، وتَخرَّج فيها، وعُيِّن في سنة 1895م قسيسًا.
• مثَّل الكاثوليك الشرقيِّين في مؤتَمر "القربان المقدَّس" سنة 1897م.
• أوَّل من أصدر نشرة تبشيريَّة باللُّغة السريانية بعنوان: "صوت الحق"، وترجم "السلام المريمي" إلى عدَّة لغات، وكانت آخر خُطَبِه التبشيرية عام 1900 تَحْمل اسم "القرن الجديد والناس الْجُدد".
•
قدَّم استقالته من عمَلِه الديني حُرًّا مُختارًا - وباءت كلُّ جهود
الكنيسة بالفشل للحيلولة دونها - بعد أن تيقَّن من بُعْدِ النَّصرانية عن
طريق الحق، وعَمِل مراقبًا في البريد والجمارك، ثم عُيِّن مدرِّسًا لَدى
الأمير محمد علي ميرزا.
• أعلن إسلامه في سنة 1904 بالقسطنطينيَّة، أمام شيخ الإسلام "جَمال الدين"
بِحُضور جَمْعٍ من العلماء، وبقي فيها قرابة تسع سنوات، متفرِّغًا للبحث
والدَّرس والدعوة للدِّين الذي اعتنقَه؛ إذِ اعتقده حقًّا، متجشِّمًا هجرة
الأهل والأقارب، وضيق ذات اليد.
•
من مصنَّفاته: الإنجيل والصَّليب، ويُعَدُّ فريدًا في بابه، انتهى فيه إلى
أنَّ قضيَّة قتْل المسيح وصَلْبِه عبارة عن أسطورة منتحلة.
• والكتاب الذي نَعْرِض له "مُحمَّد في الكتاب المقدَّس" هو من خيرة الكتب القائمة على البحث العلميِّ، الهادئ والأمين في إثبات نبوَّة محمد - صلَّى الله عليه وسلم - من خلال "الكتاب المقدَّس"،
على ما فيه من تحريفٍ وتضليل؛ لأنَّه كما يقول عبدالأحد نفسه: "إنَّه
يتعين على من يتصدَّى لدينٍ من الأديان أن يكون قد أتقن - حسب الأصول -
دراسةَ عقائد وأحكام الدِّين، الذي يردُّ عليه وينتقده، واستقراء أصوله
وفروعه، وأن يبيِّن ما يشتمل عليه الدِّين الذي يدعو إليه من القدسيَّات
الأخروية، والمُحسِّنات الدنيوية التي تؤمِّن السعادة الحقيقية، المادِّية
والمعنويَّة لِنَوع البشر..."، وقد سلَكَ عبدالأحد ذلك، فقد درَس الكتاب
المقدَّس في لغاته العبريَّة والآرامية والسريانيَّة، وثبت له التَّحريف
والتبديل عند نقْلِه إلى اللُّغات الأخرى حالَ كونِه عمِل مدة غير قليلة
بالدَّعوة للدِّين المسيحي؛ الأمر الذي يجعل لبحثه قيمةً كُبْرى.
لسلام عليكم اتساءل عن امكانية توفر هذه الكتب الليبرالية في السعودية، إعداد مصطفى الحباب وزملائه، مركز صناعة الفكر، مؤسسة الانتشار العربي 2 ينبوع الغواية الفكرية، عبد الله بن صالح العجيري، دار البيان 3التنوير الإسلامي في المشهد السعودي، عبد الوهاب آل غظيف، مركز تأصيل 4الردة بين الحد والحرية، صالح بن علي العميريني، دار التدمرية 5(الليبراليون الجدد) للباحث السعودي أحمد بن عبد العزيز القايدي مركز تاصيل وفي النهاية شكرا جزيلا علي الكتاب الرائع فضاءات الحرية
ردحذفجاري البحث
ردحذف